أخر الأخبار
الصفحة الأم / الإرهاب / غضب رئيس البرلمان الإسلاميّ في تونس بسبب اجتماع أردوغان

غضب رئيس البرلمان الإسلاميّ في تونس بسبب اجتماع أردوغان

ثاني فرصة للإسلاميين لحكم تونس بدأت بداية عصيبة

        أثار رشيد الغنوشي رئيس البرلمان التونسي المنتخب حديثاً، الذي يقود حزب النهضة الذي له علاقة بالإخوان المسلمين ردة فعل سياسية عنيفة هذا الشهر بلقاء سري مع رئيس تركيا الإسلامي رجب طيب أردوغان

       وجاء الاجتماع وسط جدل ساخن في تونس حول خطط تركيا لإرسال قوات إلى ليبيا المجاورة لدعم رئيس الوزراء المؤقت فايز السراج، وهو إسلامي ينتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين. وتحاصرت ميليشيات السراج الآن في العاصمة الليبية طرابلس على يد قوات الجيش الوطني الليبي التي يقودها المارشال خليفة حفتر

وبالإضافة إلى الرغبة في دعم حكومة إسلامية، فإن ليبيا تمتلك أكبر احتياطيات نفط مؤكدة في أفريقيا وتمثل ثروة لم تستغل بعد لصالح أردوغان 

وقد زار اردوغان تونس، الشهر الماضي سعيا منه للحصول على دعم لخططه للتدخل العسكري من طرف الرئيس التونسي المنتخب حديثا كايس سعيد. وادعى أردوغان أن سعيد وافق على دعم حكومة طرابلس التي أغضبت عددا كبيرا من التونسيين الذين لا يريدون أن يكونوا ضد جيش دولة مجاورة

     وأفادت وسائل الإعلام العربية والتركية أن تونس سوف تساعد أردوغان على التدخل العسكري في ليبيا، ما دفع مكتب الرئيس التونسي للإسراع في استبعاد أي طرف في الصراع الليبي

      يأتي جدل أردوغان في وقت يعاني فيه السياسيون التونسيون من أجل تشكيل حكومة وطنية جديدة. وقد أَرغم رئيس الوزراء المكلف حبيب جيملي على الخروج بعد أن رفض البرلمان حكومته المقترحة بعد أشهر من المفاوضات، وكان جملي وزيرا للزراعة وهو ذو علاقة قريبة من الاسلاميين التونسيين

ساعات بعد سحب الثقة من جيملي، كان غنوشي على متن طائرة إلى أنقرة من أجل لقائه السري مع أردوغان  

أردوغان: قال الرحوي في مقابلة لاحقة مع قناة سكاي نيوز العربية، إنه يريد أن يكون قادرا على استخدام الحدود البحرية التونسية والمجال الجوي بل والبري لإرسال الجماعات الإرهابية والمقاتلين الذين استخدم في سوريا إلى ليبيا

      وقال متحدث باسم حزب النهضة لوكالة الأخبار التونسية إن الغنوشي تحدث مع أردوغان بصفته قائد الحزب وليس رئيسه. وزعم الغنوشي خلال استجوابه في البرلمان، أنه كان يحاول تعزيز السلام في ليبيا وليس الحرب، ولكن العديد من أعضاء البرلمان لم يشتروا تلك القصة، وصوت أغلبهم، منهم 122 لصالح إجراء تحقيق في زيارة الغنوشي

      وواجه النائب التونسي منجي الالرحوي الرحوي، الغنوشي: “هل سألت أردوغان عن الأسلحة التركية المهربة إلى ليبيا عبر تونس؟ هل سألته عن الإرهابيين في داعش وما هي علاقتنا بذلك؟” هذه مسألة خطيرة الآن وأنت عضو في مجلس الأمن القومي.”لم تسافر بتفويض من الرّئيس،ثم ذهبت للقاء رئيس دولة تركيا التي تعد طرفا عدوانيا في النزاع على رغم الموقف الرسمي التونسي المحايد لسعيد الرحوي”. ودعى مجلس الأمن القومي التونسي إلى التحقيق في لقاء الغنوشي رئيس حربي وعنصر أساسي في الصراع.

      وقال الرحوي “نعرف جيدا أن العلاقة ليست عابرة”. “نعلم أن مقر جماعة الإخوان المسلمين العالمية موجود الآن في تركيا ويقوده أردوغان وأنت [النهضة]مفوض تلعب دورك”.

      “أنت تونسي مخادع وتعرّض أمننا القومي للخطر، خاصة عندما يتعلق الأمر بعلاقاتك مع الإرهابيين المسافرين إلى ليبيا، وعلاقاتك مع داعش وجهاز استخباراتك السري؟”

وطالب النائب التونسي والمرشح السابق للرئاسة عبير موسى باستقالة الغنوشي، وهناك طلب مماثل أطلقته العريضة في الأسبوع الماضي. ويقود موسى الحزب الحر الدستوري الذي وضع لافتات داخل قاعة البرلمان يدعو إلى التصويت على سحب الثقة من الغنوشي “واجبا وطنيا”

      وكان الغنوشي عنيدا، قائلا: “ليس هناك قانون محلي يحكم أدوار رئيس البرلمان. لقد مارست الدبلوماسية الشعبية وقد أخطرت الرئيس التونسي صباح زيارتي لتركيا”. وأضاف “إن علاقاتنا مع تركيا ازدادت حدة بعد الثورة التونسية لأن الذين يحكمون تركيا يؤمنون بمبادئنا الديمقراطية، الحرية والانتخابات الحرة”

      وقد فازت النهضة بالسيطرة على البرلمان التونسي بعد ثورة الياسمين عام 2011، ولكنها خسرت السلطة في عام 2014، وقد أحرزت فوزا كبيرا في الانتخابات البرلمانية في أكتوبر الماضي، مما مهد لها الطريق لتصبح رئيسة للبرلمان

ويبدو أن موقفه أصبح في خطر مع تزايد الأصوات المطالبة باستقالته بسبب تعريض الأمن القومي للخطر. وإذا جرى تصويت بسحب الثقة، فيمكن عزله بالأغلبية، أو 109 صوت من أصل 217 مقعدا في البرلمان، وكما ذكر سالفا فإن عددا كبيرا يريد التحقيق في اجتماعه السري مع أردوغان

كما يواجه الغنوشي تحديات داخل حزبه. وقد استقال العديد من الاعضاء احتجاجا على أدائه كزعيم للحزب

      والآن يتساءل العديد من التونسيين إذا نجحت ثورة الياسمين في عام 2011، والتي أطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي، بالفعل في تحسين أحوال البلاد. إن القوة الإسلامية المتنامية، والمخاوف الأمنية، وتزايد النفوذ التركي في السياسة التونسية، وتضاؤل الظروف الاقتصادية والاجتماعية، كل ذلك يغذي الشعور المتنامي بالاستياء إزاء الثورة التي يستشهد بها العديد من المراقبين الغربيين كمثال للشرق الأوسط

شاهد أيضاً

مقتل 133 شخصا على الأقل في إطلاق نار بموسكو وتنظيم الدولة الإسلامية يعلن مسؤوليته

شهدت موسكو مساء الجمعة أكبر هجوم إرهابي تشهده البلاد منذ أكثر من 10 سنوات، حيث …