أخر الأخبار
الصفحة الأم / أخبار / إيران تقف وراء التصعيد الأخير بين أرمينيا وأذربيجان – تحليل

إيران تقف وراء التصعيد الأخير بين أرمينيا وأذربيجان – تحليل

تعمل إيران بنشاط على تصعيد صراع جديد في منطقة جنوب القوقاز. على خلفية جهود المصالحة الديناميكية بين أذربيجان وأرمينيا تحت رعاية الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، بذلت إيران كل جهد ممكن في الأسابيع الأخيرة لتأجيج المشاعر الانتقامية في أرمينيا، والعمل على ذلك من خلال التوسط في شراء الأسلحة من الهند وإظهار الدعم العسكري.

وبحسب مصادر إيرانية رسمية، لا سيما قناة التلغرام الرسمية للحرس الثوري الإيراني، فقد تمركزت وحدات القوات البرية الإيرانية وربما الحرس الثوري الإسلامي، يوم الجمعة 8 أغسطس، بالقرب من حدود أذربيجان. ويظهر مقطع فيديو تم التقاطه من طائرة مروحية ونشره على تلغرام، بعض المركبات المدرعة الإيرانية في محيط نهر أراز الحدودي

ويظهر مقطع فيديو آخر قوات إيرانية بالقرب من الحدود مع أرمينيا. كما تمت مشاركة معلومات مماثلة عبر قناة التلغرام التابعة لمنظمة حزب الله الإرهابية، حيث تم نشر خريطة تشير إلى مواقع القوات الإيرانية

بدأ الحرس الثوري الإيراني، في أعقاب تحركه المعتاد، حملة دعائية من خلال نشر مقاطع فيديو لا يهدد فيها بشكل مباشر الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف فحسب، بل يهدد أيضًا إسرائيل، التي تعد حليفًا استراتيجيًا لباكو. ويظهر مقطع فيديو بعنوان “تحذير لعلييف” أسلحة وتدريبات تصور الاستيلاء على الأراضي (على أذربيجان على الأرجح)، مع موسيقى تبدأ بعبارة “إسرائيل، احذري”

ولا يجوز لإيران أن تقصر وجودها العسكري على الحدود فقط. وتشير مصادر روسية إلى أن طهران قد تقوم، بالتنسيق مع يريفان، بإدخال قواتها المسلحة إلى الأراضي الأرمينية. وكانت أرمينيا إحدى قنوات نقل المعدات العسكرية إلى روسيا منذ بداية الصراع في أوكرانيا. وتهدف هذه الخطوة إلى منع أذربيجان وتركيا من إنشاء ممر النقل زانجيزور. وتعتبر إيران هذا الممر، الذي يشار إليه باسم “مشروع الصهاينة وحلف شمال الأطلسي”، أحد الطرق البديلة من الشرق إلى أوروبا التي تتجاوز روسيا. ومن وجهة نظر إيران، فإن هذا الممر من شأنه أن يعزل إيران عن أرمينيا، وبالتالي تعطيل قناة رئيسية للشحنات السرية من وإلى الجمهورية الإسلامية

وهذا هو أحد الأسباب التي دفعت طهران، من أجل تعزيز أرمينيا، إلى الضغط من أجل شراء أسلحة هندية بقيمة ربع مليار دولار. ووفقاً لصحيفة الجريدة الكويتية، أفادت التقارير أن روسيا وإيران والهند نقلت كمية كبيرة من الأسلحة والمعدات العسكرية إلى أرمينيا في الشهر الماضي

أكد مصدر لم يذكر اسمه داخل الوحدة الخاصة التابعة للحرس الثوري الإيراني، سباه القدس، لصحيفة الجريدة أنه بناءً على قرار مشترك لروسيا وإيران والهند، تم إرسال كمية كبيرة من الأسلحة عالية الجودة إلى أرمينيا. عبر الأراضي الإيرانية في الأسابيع الأخيرة. ويشمل ذلك طائرات بدون طيار، ومركبات مجنزرة لنقل القوات، وصواريخ أرض-أرض، وصواريخ أرض-جو، بالإضافة إلى أنظمة رادار من أصل روسي وهندي. وبحسب المصدر فإن “هذه التصرفات تهدف إلى خلق توازن قوى لردع أذربيجان وتركيا وإسرائيل عن احتلال منطقة سيونيك في أرمينيا”

وأوضح أن “المعلومات الاستخباراتية التي تلقتها موسكو وطهران” تؤكد أن الأذربيجانيين يخططون لقطع الاتصالات البرية بين روسيا وأرمينيا وإيران والهند

وكشف المصدر أن المرشد الأعلى الإيراني آية الله خامنئي أصدر شخصيا أوامره بمنع ذلك “حتى لو تطلب الأمر تدخل القوات المسلحة الإيرانية لدعم أرمينيا في حال أصبحت غير قادرة على المقاومة”. وبحسب المصدر، فإن هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية حصلت على إذن من خامنئي لتدريب الأرمن الإيرانيين وإرسالهم للخدمة العسكرية في يريفان. يُذكر أن “الحرس الثوري الإيراني بدأ تدريب الإيرانيين الأرمن على تشغيل الطائرات العسكرية الإيرانية بدون طيار قبل عام لأنهم يستطيعون فهم برامجهم التشغيلية بسرعة بسبب معرفتهم باللغة الفارسية، على عكس الصعوبات التي واجهوها أثناء تدريب الأفراد الروس”

لذلك، في حالة نشوب صراع مسلح في جنوب القوقاز يشمل أرمينيا، فمن المرجح أن تتورط إيران وروسيا. وربما يكون هذا هو السبب وراء قيام أذربيجان بزيادة مشترياتها من الأسلحة الإسرائيلية في الأشهر الأخيرة

في أغسطس 2023، نشر مركز أبحاث الشرق الأوسط وآسيا الوسطى الإسرائيلي، وهو مركز أبحاث إسرائيلي، وثيقة تحليلية تسلط الضوء على أن أرمينيا أصبحت أداة في حرب إيران بالوكالة ضد أذربيجان

وأشارت الوثيقة إلى أن إيران دولة ضعيفة نسبيا من حيث القوة العسكرية التقليدية، وتعتمد تقليديا على الحرب غير المتكافئة بدلا من المواجهة المباشرة. تمكنت إيران من تعزيز قدراتها غير المتماثلة باستخدام الصواريخ والطائرات بدون طيار والوكلاء. ومن وكلاء طهران في هذا الصدد أرمينيا التي تستخدمها ضد أذربيجان

وأشار التحليل أيضاً إلى أنه تم تعيين سفير إيران السابق لدى سوريا سبحاني ممثلاً دبلوماسياً في يريفان. ولا يحمل منصب سفير إيران في دمشق وبيروت أهمية دبلوماسية فحسب، بل يحمل أيضاً رتبة عسكرية. والسفير مسؤول عن التنسيق مع حزب الله اللبناني ونظام الأسد والحرس الثوري الإسلامي. ويكشف تعيين سبحاني عن الأهمية العسكرية ليريفان بالنسبة لطهران، ويشير إلى أن الحرس الثوري الإيراني يخطط لتصعيد التوترات مع أذربيجان

شاهد أيضاً

كيف تستغل إيران الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل في جميع أنحاء الشرق الأوسط

بدأت وسائل الإعلام الموالية لإيران في الاهتمام بالاحتجاجات ضد إسرائيل التي اندلعت في الأردن. ويشير …