أخر الأخبار
الصفحة الأم / أخبار / المدارس الأمريكية وجائحة كورونا

المدارس الأمريكية وجائحة كورونا

المدارس وواقع العمل:

خلفية

  • القطاع المدرسي في الولايات المتحدة هو واحد من أهم القطاعات التي يركز فيها الناخبين للإنتخابات الأميركية الأهمية عليها، وعادة يزور النواب الولايات وأعضاء السيناتور للولاية قسم كبير من المدارس الموجودة في دوائرهم الإنتخابية، من أجل كسب الشعبية بين الأهالي والأطفال الذين يتأثرون بهوية وخطاب ووعود المرشَّح
    • وتعتمد المدارس الحكومية في الولايات المتحدة على الضرائب المنصوص عليها في كل منطقة، بالإضافة للدعم الحكومي الذي يوزع بالتساوي بين المدارس الرسمية، وهذا الأمر يجعل المناطق الثرية في المدن الأميركية هي مناطق ذات مدارس جيدة، لأن حجم الضرائب المفروض على الملاكيين يكون كبيرا مقارنة بملاك الشقق والمنازل في المناطق الفقيرة أو المتوسطة
    • طبعا واقع الدعم الحكومي المنخفض للتعليم، يجعل إدارات المدارس تخصص برامج تبرع دائمة بين الأسر لهدف الحصول على الأموال لكافية من أجل ضمان وجود مدخرات مالية كافية لأجل دفع أجور المدرسيين والأقسام الفنية، والتجهيزات المدرسية بالإضافة لترميم الأبنية
    • قطاع التعليم الخاص وهو بأغلبية تابع للمدارس الدينية مثل المدارس المسيحية التابعة للكنيسة الكاثوليكية، أو اللوثرنية ، أو المعمدانية، أيضا هناك المدارس الدينية اليهودية بالإضافة لقلة من المدارس الخاصة التي لا تتبع للكنائس وإنما تتبرع لشخصيات ثرية

أزمة كورونا في الولايات المتحدة:

  • سببت أزمة فيروس كورونا COVID 19 حالة هلع في المدن الأميركية المنكوبة، ودفعت غالبية المدن الأميركية لتعليق التعليم في المدارس، وتحويله لتعليم عن بعد عبر الإنترنت
  • ·          وطلب من شركات الإنترنيت وشركات الإتصالات والتكنولوجيا أن توفر أجهزة محمولة (كمبيوترات، ايبادات) للأطفال الذين لا تستطيع أسرهم توفير تلك الوسائل التعليمية لهم
  • كما فرض على المدارس أن تؤمن اشتراكات مجانية للطلبة في البرامج التعليمية المأجورة، وفي المكتبات الإلكترونية
  • طبعا هذا الواقع كان مساعدا للأسر ماليا، إلا أنه فرض عليهم أن تتحول منازلهم إلى مدارس، وهذا بحق أمر ممكن في منازل الأرياف أو في المدن الصغيرة التي عادة ما تكون منازلها كبيرة وتوفر لكل طفل غرفة خاصة به، إلا أن هذا غير موجود في المدن الكبرى مثل نيويورك ولوس أنجلس، حيث عادة تكون سعة المنزل الواحد غرفتين، وهذا سبب حالة إرباك في تعلم الأطفال، خاصة إن كان في المنزل الواحد أكثر من طفلين 
  • واقع تحويل المدارس من المنزل كان كارثة للكثير من الأهالي في المدن الكبرى، ولكن البعض وجد ذلك الأمر مناسبا لهم بسبب حالة الخوف من انتقال الإصابة بالفيروس لهم عبر أطفالهم
  • ·          كانت تجربة التعليم الإلكترونية مفيدة للطلبة، وحفزتهم للإندماج بشكل أوسع في البرامج التكنولوجية والتخلص من أساسيات التعليم التقليدية، إلا أن هذه الطريقة سببت حالة تسرب عالية من الواجب المنزلي، وصعوبة للمدرسيين في تقييم الطلبة، فالطلبة الكسالى كانوا يأخذون الإجابات من الطلبة المتميزين دون معرفة المعلمين، كما أن الكثير من الطلبة كانوا يستعينون بأهاليهم أو بإخوتهم الأكبر سنا من أجل الحصول على إجابات في حال وجود امتحان إلكتروني
  • هذا الواقع دفع وزارة التعليم في بعض الولايات لطرح استفتاء على الأهالي بخصوص عودة أبنائهم للتعليم من عدمه، أو عودتهم بشكل جزئي، ففي نيويورك على سبيل المثال جاء القرار النهائي يوم ٨ يوليو/حزيران ٢٠٢٠ بلسان عمدة نيويورك دي بلاسيو وفق التالي:
  • حضور الطلبة سيكون ثلاثة أيام في الأسبوع فقط
  • بداية التعليم ستكون في الأول من سبتمبر/أيلول ٢٠٢٠
  • لا يجب أن يتواجد في أي قاعة دراسة أكثر من ١٢ طالب
  • الخطة التعليمية ستكون مزيجا من التعليم عن بعد والتعليم في المدرسة
  • قرار دي بلاسيو جاء بعد أن تلاشت جائحة كورونا في نيويورك، فمنذ منتصف شهر حزيران ٢٠٢٠ لم تسجل في المدينة إلا حالتي إصابة بفيروس كورونا COVID 19، ولكن الولاية ووفق رأي الكثير من الخبراء هي معرضة لموجة ثانية من الفيروس فعدد الإصابات في ولايات الجنوب الأميركية بحالة تنامي وتحديدا في ولايات تكساس، وفلوريدا، فقد وصل تعداد الإصابات يوم ٨ يوليو/ تموز ٢٠٢٠ لأول مرة وفق إحصائيات جامعة هوبكنز ٦٠ ألف إصابة، ووصل تعداد المتوفين في ولاية إلينوي إلى ٢٤٧

البطالة وافتتاح المدارس:  

  • شهدت ولاية أريزونا مظاهرة بالأسلحة تحذر من استخدام العنف في حال أقرت الولاية إجراءات حظر صحي جديدة  في البلاد، فالشارع الأميركي اليوم مذعور من حالة تنامي البطالة، وصعوبة البدء من جديد في افتتاح الأسواق، واستعادة ثقة المستهلك بالسوق
  • كما أن الحكومة الأميركية لم تقرر لليوم إجراءات جديدة بتمديد فرص المساعدة الفدرالية للعاطلين عن العمل، خاصة وأن المنحة الحكومية التي قيمتها بــــ ٦٠٠$ في الأسبوع الواحد لكل عاطل عن العمل ستنتهي نهاية هذا الشهر ٣١ يوليو/ تموز ٢٠٢٠، مما يعني أن فئة من العاطلين عن العمل ستضطر للعودة لأعمالها حتى وإن كانت تزودهم بنصف طاقتها الإنتاجية، وهذا بالتأكيد قد يسبب إفلاسات لملاك المنازل والعقارات العاجزين عن تسديد القروض للبنوك
  • إفتتاح المدارس في سبتمبر بشكل إلكتروني، سيسبب للأهالي في المدن الكبرى مشاكل إضافية، فهم عاجزون عن ترك أبنائهم بمفردهم في المنازل، فقانون الولايات المتحدة يمنع أي طفل دون ١٦ عاما أن يكون بمفرده بالمنزل، وهذا سيعني كارثة للأسر، وسيفرض على أحد الأبوين أن يلتزم في المنزل، أو أن يضفر لنفسه فرصة عمل من المنزل، وهذا أمر ليس سهلا، مما يهدد بأن يعود قسم كبير من الأسر للدعم الحكومي (الفود ستامب)، وهذا سيسبب ضغطا على خزينة الدولة 

الخلاصة

  • في حال اعتمدت ولايات أخرى ما أقرته ولاية نيويورك، ستفقد الكثير من المدارس فرص التواصل مع أهالي الطلبة والحصول منهم على دعم مالي للمدارس، وهذا سيعني كارثة للمدارس، وتدهور في سوية التعليم الحكومي، نتيجة التالي:
  • الأسر الأميركية بالعموم ستكون عاجزة ماليا عن تقديم تبرعات سخية للمدارس
  • 2.         أيضا حكومات الولايات ستكون منهكة ماليا بسبب نقص الضرائب، وتعذر عدد كبير من السكان عن تسديد التزاماتهم المالية للحكومة 
  • لذا ستضطر حكومات الولايات لطلب الدعم المالي من الحكومة الفدرالية، وهذا سيحتم على الأخيرة أن تطلب من الخزينة طبع كمية كبيرة من الأوراق المالية لردم الفجوة المالية
  • أيضا سوق العمل ستتاثر بشكل كبير في الولايات المتحدة، لأن فرص العمل عن بعد هي فرص محدودة، وغير كافية لردم طبيعة حاجة السوق، وهذا سيعني زيادة كبيرة في عدد العاطلين عن العمل، وفعليا نقابات العمال ومؤسسة البطالة لا تقدم في العام الواحد مساعدات مالية للعاطلين إلا لمدة ٣١ أسبوع، وهذا سيعني أن بداية العام ٢٠٢١ ستكون أزمة بالنسبة للولايات المتحدة، وستجعل أي رئيس مقبل للبيت الأبيض مثقل بهم مالي ضخم من الصعب ردمه، وسيظهره أمام جمهوره الناخب بأنه رئيس فاشل أو رئيس عاجز، لذا على الإدارة الحالية إيجاد حلول مجدية لأزمة المدارس وعمل الأهالي تتمثل بالتالي:
  • تخصيص راتب لأحد الأبوين مقابل بقائه بالمنزل إلى جانب الأطفال، واعتباره بمثابة مدرس بحيث تقدم له الدولة راتب سنوي يقارب راتب المدرس
  • تقدم الحكومة الفدرالية ٧٠ ٪ من راتب أحد الأوين، على أن تلتزم حكومة الولاية بتأمين القسم الباقي
  • يخير أحد الأبوين بين حصوله على الفود ستامب وبين راتب الدولة المقدم له، ففي حال قررت الأسرة الحصول على الفود ستامب، يمنع عنها الراتب أو العكس
  • تسعى إدارة المدارس لتقليص عدد الموظفين فيها “عمال نظافة، مطبخ، صيانة، ممرضين، قرطاسية) مقابل ارتباط المدارس مع شركات التكنولوجيا التي توفر للطلبة التجهيزات التعليمة عن بعد بأفضل الطرق الممكنة 

شاهد أيضاً

كيف تستغل إيران الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل في جميع أنحاء الشرق الأوسط

بدأت وسائل الإعلام الموالية لإيران في الاهتمام بالاحتجاجات ضد إسرائيل التي اندلعت في الأردن. ويشير …