تخطط تركيا لإطلاق سراح عشرات الآلاف من المجرمين ، بمن فيهم العصابات والمتهمين بمحاولات القتل ، في محاولة لمنع انتشار فيروس كورونا في سجونها ، ولكن لن يتم الإفراج عن الصحفيين أو السجناء السياسيين
واتَّهمت جماعات حقوقية حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان بالإستفادة من أزمة فيروس كورونا لحشد الدعم من حزب يميني متطرف يرتبط ببعض المُدانين المقرر إطلاق سراحهم بموجب قانون وافق عليه البرلمان التركي هذا الأسبوع
- قال عبد الله بوزكورت ، رئيس مركز ستوكهولم للحرية ، وهي مجموعة حقوق تركز على تركيا ، في رسالة بريد إلكتروني: “لقد استغلوا تفشي الجائحة كفرصة لتأمين المجرمين المُدانين الذين سيسجلون نقاطًا في دوائرهم الإنتخابية”
العديد من السُّجناء الخاضعين للإفراج عنهم هم أعضاء في عصابات الجريمة المنظمة المرتبطة بحزب الحركة القومية ، وهو حزب يميني متطرف متحالف مع أردوغان ، وفقًا لبوزكورت ، الذي عمل مع جريدة الأخبار التركية الشهيرة “زمان” حتى تم إغلاقها بعد محاولة انقلاب في عام 2016
لم ترد وزارة العدل التركية على طلبات التعليق المقدمة عبر الهاتف والبريد الإلكتروني، وسيتم إطلاق سراح ما يصل إلى 90.000 سجين – حوالي ثلث السجناء – بموجب القانون ، والذي لا ينطبق على حوالي 50.000 سجين مدانين بتهم “الإرهاب”
واعتُقل معظم أعضاء المجموعة الأخيرة إلى أجل غير مسمى في أعقاب محاولة الإنقلاب، التي قالت جماعات حقوقية إن أردوغان استخدمها كذريعة لقمع المنتقدين والمعارضين السِّياسيين
واتُّهم العديد من الذين اكتسحتهم الحملة بالإرهاب، ومن بينهم صحفيون وزعماء معارضة، يوجد في تركيا الآن عدد من الصحفيين في السجن أكثر من أي بلد آخر
كما أفرجت بلدان من بينها إندونيسيا وإيران وجمهورية الكونغو الديمقراطية عن السُّجناء في محاولة للتخفيف من تفشي فيروس كورونا، وحثَّت منظمات حقوقية وحكومات مثل إريتريا على إطلاق سراح الأشخاص المحتجزين لأسباب سياسية
- وقالت مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ميشيل باشليه في 25 مارس: “الآن، أكثر من أي وقت مضى، على الحكومات أن تفرج عن كل شخص محتجز دون أساس قانوني كاف، بما في ذلك السُّجناء السِّياسيون وغيرهم من المحتجزين لمجرد التعبير عن آراء انتقادية أو مخالفة”
- قال نشطاء إن تركيا اعتقلت عشرات الآلاف من الأشخاص الذين هم الآن تحت رحمة وباء ينتشر عبر سجونها
- وقالت ميلينا بويوم، الناشطة في منظمة العفو الدولية، في بيان صحفي: “أولئك المدانون في محاكمات جائرة بموجب قوانين مكافحة الإرهاب الزائفة للغاية في تركيا محكوم عليهم الآن بمواجهة احتمال الإصابة بهذا المرض القاتل”
سأل كينيث روث ، المدير التنفيذي لـ هيومن رايتس ووتش ، علانية عما إذا كان أردوغان يستخدم الفيروس للقضاء على المنتقدين المسجونين ناشرا على تويتر: “هل صحتهم ليست مصدر قلق أيضًا؟ أم أن هدفه هو تعريضهم للخطر؟ ”
وأشار بوزكورت إلى أن السجناء غير المؤهلين للإفراج بموجب القانون الجديد يشمل الصحفيين الذين كشفوا عن جرائم بعض المدانين الذين سيتم إطلاق سراحهم – وهو وضع قال إنه يفيد الحكومة
قال: “إنه فوز مربح”
إتَّهم بوزكورت الحكومة بالانخراط في “تكتيك المافيا” للإفراج عن أعضاء جماعات الجريمة المنظمة المرتبطة بالحزب القومي بقيادة ديفليت بهتشيلي – الحليف السياسي للرئيس أردوغان لدى بهتشيلي تاريخ يدعو إلى الإفراج عن بعض المجرمين ، بما في ذلك ألاتين تشاكيجي ، وهو عضو بارز مدان في جماعة إجرامية منظمة دافع عنه علانية بعد تبرير قراره بزيارته أثناء دخوله المستشفى في عام 2018
في محاكمة عام 2004 ، أدين تشاكيجي في عدة جرائم بما في ذلك الأمر بقتل زوجته أمام ابن زوجته، وحُكم عليه بأكثر من 36 سنة في سجن مشدد الحراسة
