أخر الأخبار
الصفحة الأم / أخبار / تميل تركيا نحو المتشددين في ليبيا مع تآكل العلاقات مع جماعة الإخوان المسلمين

تميل تركيا نحو المتشددين في ليبيا مع تآكل العلاقات مع جماعة الإخوان المسلمين

يزداد غضب أنقرة من جماعة الإخوان المسلمين الليبية ، لا سيما في ضوء ما يبدو أنه إصرار بعثة الأمم المتحدة على تنفيذ اقتراح تعيين عقيلة صالح ، الرئيس الحالي للبرلمان الليبي ، رئيسًا للمجلس الرئاسي الجديد ، و وزير الداخلية في حكومة الوفاق فتحي باشاغا رئيسا للحكومة

في موازاة ذلك ، تتزايد التكهنات حول نية أنقرة التخلص من جماعة الإخوان المسلمين الليبية واستبدالها بما يُعرف محليًا بـ “حركة المفتي” أو “جماعة ليبيا المقاتلة” ، وهي جماعة معروفة بمواقفها المتشددة الرافضة لأي تسوية، من شأنها إشراك خصومهم في السلطة

يبدو أن الإخوان المسلمين في ليبيا يسيرون على نهج بعثة الأمم المتحدة ، لكن هذا بدوره يشكل معضلة لمصالح تركيا في ليبيا، تخشى أنقرة من أن عقيلة صالح ، بمجرد توليه رئاسة المجلس الرئاسي ، قد تدفع باتجاه إلغاء اتفاقية ترسيم الحدود البحرية التي وقعها فايز السراج ، الرئيس الحالي للمجلس الرئاسي ، في نوفمبر من العام الماضي ، والتي أشعلت شرارة ذلك، رد فعل دولي حيث بدأت تركيا بالتدخل على الأرض لصد حصار الجيش الوطني الليبي لطرابلس

وتداولت وسائل إعلام ليبية محسوبة على الإسلاميين خلال الفترة الماضية تصريحات للرئيس التركي رجب طيب أردوغان تعبر عن غضبه من تقارب باشاغا مع فرنسا ومصر، ولم يتم الكشف عن مصدر هذه التصريحات

شن ناشطون تابعون لحركة المفتي – وهي حركة سميت على اسم المفتي المعزول صادق الغرياني المعروف بفتاواه المتطرفة التي تحرض على العنف والحرب – حملة ضد باشاغا واتهموه بـ “الخيانة” وبإفشاء أسرار عسكرية تتعلق بتركيا خلال زيارته لمصر

ومن أبرز هذه الأصوات المعادية الناشط السياسي نعمان بن عثمان ، الذي كان له في السنوات الأخيرة مسيرة متقلبة كناشط ، دافع أولاً عن النظام السابق ، ثم دعم الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر ، لينتهي به الأمر خلف التيار المتشدد الجماعة المقاتلة الليبية التي انتمى إليها خلال التسعينيات وقاتل في صفوفها في حرب أفغانستان

بن عثمان الآن هو عنصر أساسي في القنوات الليبية التي تبث من تركيا، وزعم مؤخرًا أن أنقرة حصلت على نسخة من الحوار الذي دار بين باشاغا والأحزاب المصرية ، وأن باشاغا “أثار قضايا تؤكد خيانته للحليف التركي الذي دافع عن طرابلس في لحظة المشقة التي كان فيها العالم قد تخلى عنها” لقد دفعتنا تلك الحرب وتركيا بأكثر من 28 شهيدًا “

واعتبر بن عثمان أن باشاغا تأثر بمبعوث الأمم المتحدة في ليبيا ستيفاني ويليامز عندما كشف أسرارا تتعلق بتركيا في مصر ، وأنه فعل ذلك أملا في تأمين دعم مصر لترشيحه لرئاسة الحكومة الجديدة

وأشار مراقبون إلى أن استياء أنقرة من باشاغا بدأ قبل زيارة الأخير لمصر وفرنسا، ويعتقدون أن عدم ثقة أنقرة في باشاغا كان وراء تعيين صلاح الدين النمروش وزيرا للدفاع في أغسطس الماضي

ولاحظ مراقبو تصريحات نمروش سعيه المستمر للتصعيد، ورفض قبول وقف إطلاق النار مع الجيش الوطني الليبي ، ولم يبارك اللقاءات التي جرت في هذا السياق ، إضافة إلى حديثه الإقصائي المستمر عن قيادة الجيش

قبل يومين فقط ، تحدث نمروش عن ضرورة السيطرة على جميع الأراضي الليبية بالقوة ، مهددًا بالمرور على سكان وقبائل شرق ليبيا الذين يدعمون الجيش

منذ بداية المساعي الأخيرة للتسوية السياسية ، لم تخف تركيا رفضها للعملية ، خاصة فيما يتعلق بالمسار العسكري ، بينما واصلت إرسال السلاح والتعبئة بالقرب من سرت استعدادًا لهجوم مرتقب في حال نتائج العملية السياسية التي تتعارض مع مصالحها في ليبيا

– ثلاثة مقترحات –

تراهن تركيا على فوز عبد الحميد الدبيبة ، رجل أعمال من مصراتة ، بمنصب رئيس الحكومة، ويحظى الدبيبة بدعم قوي من عمه رجل الأعمال علي الدبيبة صاحب قناة السلام الفضائية التي تبث من تركيا، تراهن أنقرة أيضًا على عبد الجواد العبيدي من المنطقة الشرقية ليصبح رئيس الوزراء المقبل

سبق أن اتُهم الدبيبة (العم وابن الأخ) بمحاولة شراء دعم المشاركين في منتدى الحوار السياسي الليبي في تونس من أجل ترادف الدبيبة – العبيدي

وكانت المبعوثة الأممية ستيفاني ويليامز قد ألمحت وقتها إلى حدوث انتهاكات ومحاولة رشاوى في المنتدى دون ذكر أسماء محددة ، الأمر الذي دفع علي الدبيبة إلى مطالبتها بتوضيح تلك الإتهامات

ويحذر مراقبون من أن التيار الإسلامي المتشدد يقترب من السيطرة على ليبيا ، خاصة بعد خروج نتائج التصويت على آلية الترشيح لمجلس الرئاسة ورئيس الوزراء لصالح الإقتراح الثاني (الدبيبة – العبيدي) من بين تسعة خيارات قدمتها بعثة الأمم المتحدة

وينص الإقتراح الثاني على أن يتم تحديد ترشيح رئيس الحكومة ورئيس مجلس الرئاسة بأصوات 75 عضوا وليس من قبل الدوائر الإنتخابية (برقة وطرابلس وفزان) على جولتين قبل الجلسة العامة، جلسة لجنة الحوار

أما الإقتراح الثالث الذي يمهد للصيغة (عقيلة صالح – باشاغا) فقد جاء في المركز الثاني وحصل على 24 صوتا فقط مقابل 39 صوتا للمقترح الثاني (دبيبة – عبيدي)

الإقتراح الثالث ، ينص على أن مرشح الحكومة أو مجلس الرئاسة الذي لديه سبع توصيات من منطقته يدخل المنافسة داخل المنطقة ، ويفوز من يحصل على أعلى الأصوات في المنطقة التي ينتمي إليها

ومن المنتظر أن تعقد جولة ثانية حاسمة يوم الإثنين المقبل للتصويت على المقترحين الثاني والثالث وسط توقعات متزايدة بظهور مقترح (دبيبة – عبيدي) على القمة

شاهد أيضاً

غارة إسرائيلية على بيروت تقتل القيادي في حزب الله إبراهيم القبيسي

قال الجيش الإسرائيلي يوم الثلاثاء إنه قتل إبراهيم محمد قبيسي، قائد قوة الصواريخ والألغام التابعة …