أخر الأخبار
الصفحة الأم / أخبار / إدارة بايدن تعيد إحياء تهديد الإخوان المسلمين

إدارة بايدن تعيد إحياء تهديد الإخوان المسلمين

من خلال إعطاء الأولوية للمفاهيم الغربية لحقوق الإنسان، وذلك فوق كل الظروف المعقدة الأخرى في الشرق الأوسط، فإن إدارة بايدن على وشك ارتكاب خطأ جسيم، مثلما حدث في الماضي وذلك بالسماح للثورة الإسلامية بالمضي قدما.

يمكن أن يكون الجنون الأيديولوجي الذي استولى على اليسار في الدول الغربية واضحا في تعامله مع تنظيم الإخوان المسلمين الإرهابي وأتباعه في جميع أنحاء العالم، ولأن هذه الجماعة مطاردة من قبل معظم الأنظمة العربية، اضطرت إلى تصدير نشاطها إلى أوروبا والولايات المتحدة وأماكن أخرى في العالم، حيث يمكنها خلق صورة “الضحية السياسية المضطهدة”، فقد تمكنت جماعة الإخوان المسلمين المتعصبة من الانضمام إلى الأحزاب اليسارية كشريك شرعي في الخطاب حول النضال العالمي لتعزيز الرفاهية والديمقراطية.

كما يروج الإخوان المسلمون لأنفسهم كبديل شعبي للأنظمة القائمة في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وكممثلين حقيقيين للشعب، وذلك بتقديم وعود بالتغيير والحرية، لكن أي شخص عاقل يمكنه معرفة ما سيحدث عندما يصل الإخوان المسلمون إلى السلطة، ويمكن أن يتعلم من الدمار الذي طال الديمقراطية في تركيا على يد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وهناك العديد من الأمثلة، انطلاقا من حكم حماس الإرهابي في قطاع غزة، والجنون الذي أنقذت مصر منه عندما أطاح جيشها بالرئيس السابق محمد مرسي ممثل الإخوان المسلمين، حيث أن الإخوان المسلمون ليسوا بديلا ديمقراطيا للأنظمة في الشرق الأوسط، فهم بكل بساطة يريدون استخدام الديمقراطية لفرض نظام ديكتاتوري مظلم، ويمكن بالتأكيد استخلاص المقارنات مع العمليات التي انكشفت في ألمانيا في سنة 1930.

كان الصحفي السعودي جمال خاشقجي أحد أكبر وكلاء العلاقات العامة لجماعة الإخوان المسلمين في الولايات المتحدة، كما عمل للترويج لفكرة أنه لا يمكن أن يكون هناك إصلاح سياسي أو ديمقراطي في بلد عربي دون مشاركة “الإسلام السياسي” ، وهو الاسم الرمزي للإخوان المسلمين في الخطاب السياسي الغربي، ومع ذلك  فإن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ، وعلى عكس اليسار الغربي،  تعلم درسا واضحا من الربيع العربي في تونس ومصر وليبيا،  وكذلك من ظاهرة الدولة الإسلامية  التي شهدت نهضة شبيهة بالربيع العربي، وقرر القضاء على كل التهديدات التي تشكل خطرا  على العائلة المالكة السعودية، وأهمها جماعة الإخوان المسلمين.

إن الطريقة التي قتل بها خاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول تثير الغثيان بالنسبة للكثيرين في الغرب، وهو أمر يصعب على الكثير من الدوائر اليسارية في الغرب تقبله، لكن الشرق الأوسط له حكمه الخاص، حيث أن الأنظمة هناك ليست مصممة لتملق الأصوليين الغربيين اليساريين، إن المحاور الثلاثة الأكثر نفوذا في العالم الإسلامي تتقاتل فيما بينها، ومن الممكن أن نلاحظ المحور الإيراني الشيعي، والمحور السعودي السني، وجماعة الإخوان المسلمين بقيادة تركيا وقطر، حيث وجدت المملكة العربية السعودية نفسها مهاجمة من قبل الدول الأخرى، وكان خاشقجي على وشك أن يلعب دورا رئيسيا في الحرب على السعودية، لكنه دفع الثمن بالفعل.

كما أن محاولات إدارة بايدن للتشكيك في مكانة محمد بن سلمان، بما في ذلك من خلال التقارير الاستخباراتية حول دوره في مقتل خاشقجي، تثير الكثير من الجدل في المملكة العربية السعودية وشبه الجزيرة العربية ككل، حيث أن بن سلمان أطلق حركة إصلاحية وأجرى تغييرات تعتبر حيوية بهدف دفع المنطقة إلى الأمام بعد ما يقارب 100 سنة من الشلل والضمور، ولا يمكن بأي حال من الأحوال التقليل من مساهمته المباشرة وغير المباشرة في التطبيع العربي مع إسرائيل، ومن دون مباركته لم تكن اتفاقيات إبراهيم لترى النور، كما أظهر الشجاعة في التعامل مع العناصر المحافظة التي حاولت أن تعرقل مبادراته نحو الانفتاح، وهو نفس السبب الذي جعله يمارس القوة ضد خصومه. يعارض الإخوان المسلمون بشدة أفكار محمد بن سلمان، ولا يريدون التطبيع مع إسرائيل أيضا، لكن إدارة بايدن بآرائها الملتوية حول إعطاء الأولوية “لحقوق الإنسان” قبل أي قضية أخرى دون مراعاة الظروف الفريدة  التي يمر بها العالم، توشك أن تقدم أسلحة لخصوم بن سلمان، من ضمنهم جماعة الإخوان المسلمين، ولقد رأينا النتيجة المدمرة لهذه السياسة الديمقراطية الحمقاء في إيران قبل 42 عاما، عندما رفض الرئيس جيمي كارتر آنذاك السماح للشاه باستخدام القوة العسكرية لوقف الثورة الإسلامية، التي أصبحت تشكل مشكلة في الشرق الأوسط وما زالت مستمرة في ذلك، وهذا يجعل الرئيس بايدن على وشك ارتكاب نفس الخطأ  الذي لا يقل دمارا عن سابقه

شاهد أيضاً

كيف تستغل إيران الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل في جميع أنحاء الشرق الأوسط

بدأت وسائل الإعلام الموالية لإيران في الاهتمام بالاحتجاجات ضد إسرائيل التي اندلعت في الأردن. ويشير …