أخر الأخبار
الصفحة الأم / أخبار / هل المصالحة الخليجية تقطع علاقات تركيا بالإخوان المسلمين؟

هل المصالحة الخليجية تقطع علاقات تركيا بالإخوان المسلمين؟

عندما قتلت السعودية الكاتب المعارض جمال خاشقجي في قنصليتها باسطنبول ، ضربت عصفورين بحجر واحد، لم يقتصر الأمر على قيام المملكة بإسكات المعارضين ، بل أعطت رسالة لجميع المنشقين الفارين من الديكتاتوريات العربية مفادها أنه لا ينبغي أن يشعروا بالأمان في تركيا

هناك القليل من الحقائق المعروفة أو التي تمت مناقشتها في الجمهور التركي، بعد فشل الإنتفاضات العربية ، لم تفتح تركيا أبوابها للاجئين السوريين الفارين من الحرب فحسب ، بل أصبحت ملاذًا آمنًا للمعارضين العرب ، ومعظمهم من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، غضّ حزب العدالة والتنمية الحاكم الطرف عن أنشطتهم ، وسمح لهم بإنشاء مراكز تلفزيونية على سبيل المثال إذاعة دعاية مناهضة للنظام

لكن ما يعتبره المرء منشقًا يرى الآخرون أنه إرهابي، تعتبر جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية من قبل دول مثل مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، مثلما تتفاعل تركيا مع الدول التي تؤوي أعضاء حزب العمال الكردستاني المحظورين وتلك التي تسمح ببث قناة روج التلفزيونية ، فإن رد فعل مصر مماثل

لم تكن المصالح الوطنية الإستراتيجية ، بل بقاء الأنظمة القائمة على أسس هشة ، هي التي أرست جوهر التنافس بين الكتلتين الإقليميتين الذي تبلور في الشرق الأوسط بعد نهاية الربيع العربي. خوفا من انتشار الإنتفاضات ، دعمت الكتلة التي تقودها المملكة العربية السعودية الإنقلاب العسكري الذي أطاح بجماعة الإخوان المسلمين في مصر، عارضت تركيا وقطر بشدة انقلاب الجنرال عبد الفتاح السيسي واستمرت في دعم الإخوان المسلمين

قطر تعاقب على دعم الحركات الإسلامية

كان الحظر المفروض على قطر في عام 2017 يهدف إلى معاقبة هذه الإمارة الصغيرة على الدعم الذي تقدمه للحركات الإسلامية، من ناحية أخرى ، كان حزب العدالة والتنمية غاضبًا بالفعل من التقارير الإستخباراتية حول الدعم الضمني لدولة الإمارات العربية المتحدة لمحاولة الإنقلاب الفاشلة عام 2016 في تركيا، هرعت على الفور لمساعدة قطر

تصاعد العداء الأيديولوجي بين الكتلتين إلى صراعات على السلطة وحروب بالوكالة في سوريا وليبيا وشرق البحر المتوسط ​​تشارك فيها قوى عالمية وإقليمية

المصالحة في الخليج والإخوان

جاءت الأنباء التي صدرت في الخامس من يناير عن اتفاق المملكة العربية السعودية وحلفائها الثلاثة على إعادة العلاقات الكاملة مع الدوحة في وقت بدأت فيه حاجة تركيا لتطبيع العلاقات مع مصر وإسرائيل تتكرر بشكل متكرر في الرأي العام التركي

ولم يتضح ما هي التنازلات التي قدمتها قطر للمصالحة، لكن من الواضح أن قطر لم تعد قادرة على مواصلة دعمها للإخوان المسلمين بلا هوادة، سيؤثر هذا بلا شك على علاقات حزب العدالة والتنمية مع المجموعة التي تربطه بها علاقات أيديولوجية، على أي حال ، كانت الأموال القطرية هي التي مولت إلى حد كبير الأنشطة المنشقة، وإذا كان هناك تطبيع مع مصر ، فمن المؤكد أن وجود وأنشطة الإخوان المسلمين في تركيا سيكون على الطاولة

ما الخطأ الذي حدث بين تركيا ومصر

في هذه المرحلة ، من المهم تذكر أسباب الخلاف بين تركيا ومصر

احتضنت النخب الحاكمة في تركيا بحماس صعود جماعة الإخوان المسلمين خلال الإنتفاضات العربية التي بدأت في عام 2011، ظنت الكوادر الأساسية لحزب العدالة والتنمية أن الوقت قد حان لعهد الإسلاميين السياسيين وسعى إلى تعزيز سلطتهم داخل وخارج تركيا

لكن الموجة المتصاعدة من الإسلاميين السياسيين توقفت في مصر في يوليو 2013 عندما قام الجيش بانقلاب أطاح بالرئيس محمد مرسي وسحق جماعة الإخوان المسلمين، صمت الديمقراطيات الغربية لإسقاط حكومة منتخبة من خلال انقلاب عسكري صدم نخب حزب العدالة والتنمية ، مما دفعهم إلى أخذ هذا الدعم الضمني لسقوط الإسلاميين كرسالة ، حتى كتهديد موجه لهم

رد الرئيس رجب طيب أردوغان بشدة على مذبحة رابعة التي أودت بحياة 900 متظاهر في أغسطس 2013، كاد أن يجعل الأمر قضية شخصية، وبما أن انتقاداته لم تفقد حدتها في الأسابيع التالية ، فقد أُعلن أن المبعوث التركي إلى القاهرة شخص غير مرغوب فيه وخفضت مصر مستوى العلاقات الدبلوماسية

في الوضع الحالي ، يجب أن تكون الكرة في ملعب تركيا حيث تتوقع مصر تغيير السياسة من تركيا لتطبيع العلاقات، إذا كانت مشكلة تركيا هي السيسي نفسه وموقفه الشرير تجاه أي معارضة ، فسيكون من العبث أن نتوقع منه أن يذهب أو يتحول إلى زعيم ديمقراطي

حتى الآن لم يظهر الرئيس أردوغان حماسًا للمصالحة، ربما بدت تكلفة دعم الإخوان المسلمين محتملة، ومع ذلك ، فإن هذا التضامن ، المشكوك فيه إلى حد كبير من حيث المصالح الوطنية لتركيا ، بدأ يصبح أكثر تكلفة خاصة في شرق البحر الأبيض المتوسط، انضمت مصر إلى إسرائيل واليونان وقبرص اليونانية لعزل تركيا في المنطقة

بينما تقاوم تركيا هذه الكتلة من خلال إظهار القوة العسكرية ، فإن الإعتماد على القوة الصلبة ليس مستدامًا خاصة في ظل الأزمة الإقتصادية الحالية التي تفاقمت بسبب جائحة فيروس كورونا طريق كسر العزلة يمر من تطبيع العلاقات مع دول المنطقة انطلاقا من مصر، ربما لا يزال الرئيس أردوغان يتمتع بشعبية كبيرة في الشارع العربي ، لكن هذا لا يترجم إلى أصوات ولا أموال، غريزة البقاء ستؤثر على الأرجح على الشعور بالتضامن مع الإخوة الأيديولوجيين

شاهد أيضاً

كيف تستغل إيران الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل في جميع أنحاء الشرق الأوسط

بدأت وسائل الإعلام الموالية لإيران في الاهتمام بالاحتجاجات ضد إسرائيل التي اندلعت في الأردن. ويشير …