شهدت جماعة الإخوان المسلمين تناورات لتوسيع نفوذها من خلال الإنتخابات
يتوجه الكويتيون ، السبت ، إلى مراكز الإقتراع لاختيار خمسين نائبا يمثلون الدوائر الإنتخابية الخمس، وبمجرد ظهور النتائج ، ستستقيل الحكومة الحالية ، لتهيئة الأجواء لتشكيل حكومة جديدة يجب أن يوافق عليها البرلمان الجديد
قالت مصادر سياسية كويتية ، إن هذه الإنتخابات المقبلة لها أهمية خاصة للبلاد بالنظر إلى أن تحالف القوى الدينية المتطرفة بما في ذلك جماعة الإخوان المسلمين سيحاول استغلالها لاختبار توجهات الأمير الجديد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، تجاههم ومقدار مساحة المناورة التي قد يضطرون إليها لدفع أجندتهم إلى الأمام
وأوضحت المصادر أن القوات نفسها ستختبر أيضا جدية ولي العهد الجديد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح ، ومدى عزمه على الوقوف في وجهها ووقف أي محاولات لتوسيع تأثيرهم
مجلس الأمة الكويتي الجديد سيكون مجلساً استثنائياً في ظل الظروف الداخلية والخارجية التي أحاطت بانتخابه ، فهو الأول في عهد نواف الأول الجديد الذي يستعير اللقب الذي أطلقه الكويتيون على حكم الأمير الجديد وولي عهده
من المؤكد أن التغييرات السياسية التي حدثت على أعلى مستويات السلطة الكويتية ستلقي بظلالها على التغيير السياسي في السلطتين التشريعية والتنفيذية
وبناءً عليه ، يجب أن يمر أعضاء المجلس الجديد بمرحلة اختبار لقياس صبر القيادة الجديدة والعمل على استقرار الأمور في الظروف الإقتصادية والإجتماعية الصعبة الحالية في البلاد
يدرك أي شخص مطلع على الكويت التغيير الكبير في الإمارة الصغيرة الناجم عن تداعيات أزمة فيروس كورونا وانهيار أسعار النفط، وخير دليل على ذلك الجدل الدائر حول مقترحات شد الحزام ، ولجوء الحكومة إلى الإقتراض والضرائب الجديدة ، وفقدان الوظائف ، والخسائر الفادحة الناتجة عن تراجع جميع القطاعات الإنتاجية
يقول محللون إن الوضع يعني أنه لا يوجد مجال كبير للمساومة في البرلمان ، كما كان الحال في الماضي، بل يبدو أن هناك حاجة إلى شراكة حقيقية بين السلطتين التشريعية والتنفيذية على أساس الحقائق والواقع من أجل ضمان الإستقرار
تعمل القوى السياسية المختلفة في البلاد على تأمين موطئ قدم في الجمعية المقبلة، ويأتي في مقدمة هذه القوى تنظيم الإخوان المسلمين ، الذي يطلق عليه في الكويت اسم الحركة الدستورية الإسلامية ، أو حدس، تأمل الحركة في انتخاب 3 إلى 5 من مرشحيها ، وستسعى بعد ذلك إلى تشكيل “تحالف محافظ” في المجلس الجديد مع الفائزين من التيارات الأخرى للإسلام السياسي (بعض السلفيين والمرشحين من ثوابت الأمة)، وستكون خطوتهم التالية تشكيل كتلة معارضة من حوالي 20 نائباً بهدف إدخال تغييرات ، بما في ذلك تعديل نظام التصويت الفردي والعفو عن أعضاء المعارضة المعتقلين، عندها يبدأ الإخوان في التفاوض مع السلطات حول العديد من المشاريع والقوانين
سوف ترتبط الدورة التدريبية التي تلي الإنتخابات بشيئين، الأول قدرة قوى المعارضة – وفي مقدمتها جماعة الإخوان المسلمين – على تحقيق النجاح في الإنتخابات والتحالفات الناتجة عنها، والثاني هو طريقة إدارة الملفات في العهد الجديد في الكويت ، وما إذا كان سيتم السماح للقوات بالتمدد على حساب الإستقرار، أظهرت تجربة الكويت في عام 2011 أن مثل هذا التوسع كان بمثابة مأزق كان من الممكن أن يهدم مؤسسات البلاد لولا قيادة الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في ذلك الوقت
يقول مراقبو الشؤون الكويتية إن البلاد بحاجة إلى تجاوز أجواء المواجهة التي اتسمت بها علاقة مجلس الأمة بالحكومة في السنوات الأخيرة ، حيث أن وجود برلمان أقل خلافات مع الحكومة وأكثر انسجاما معها سيكون أن تكون حافزًا للإستقرار السياسي، كما أنه سيساعد البلاد على تكريس نفسها لمعالجة أزماتها المختلفة
أعلن رئيس الوزراء الكويتي الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح ، الأربعاء ، قرار حكومته الإستقالة الأحد المقبل ، فور إعلان نتائج الإنتخابات النيابية عندما تعقد الحكومة جلسة ختامية لإقرار النتائج
ويقول منتقدون إن الحكومة الحالية لم تكن أكثر كفاءة من سابقاتها ولم تكن أقل خلافًا مع البرلمان، وتجددت الخلافات في الأشهر الأخيرة بين شيوخ الأسرة الحاكمة وكشف عن العديد من قضايا الفساد بعضها داخل الأجهزة الأمنية