على الرغم من أن النتائج النهائية الكاملة للإنتخابات الرئاسية الأمريكية لم يتم الإعلان عنها رسميًا بعد ، إلا أن جميع المؤشرات تشير إلى أن جو بايدن قد فاز بالكلية الإنتخابية بشكل حاسم إلى حد ما ، وسيكون الرئيس المقبل
المرشح عن الديمقراطيين يتقدم بـ 5.3 مليون صوت على دونالد ترامب في فرز الأصوات الشعبية
أن يستغرق التصويت وقتًا طويلاً يرجع جزئيًا إلى زيادة عدد الأصوات البريدية هذا العام ، بسبب جائحة فيروس كورونا، كما أنه ناتج عن مشاكل طويلة الأمد مع نظام التصويت الأمريكي
كما أوضح الصحفي جلين غرينوالد مؤخرًا: “إن أغنى وأقوى دولة على وجه الأرض – سواء كان ذلك بسبب عدم الكفاءة أو الإختيار أو مزيج من الإثنين معًا – ليس لديها القدرة على أداء المهمة البسيطة المتمثلة في عد الأصوات بأدنى حد من الكفاءة أو بطريقة ملهمة للثقة، ونتيجة لذلك ، فإن مصداقية عملية التصويت تضعف بشدة ، وأي سلطة متبقية تدعي الولايات المتحدة أنها “تنشر” الديمقراطية للمتلقين المحظوظين لإحسانها في جميع أنحاء العالم تقترب من التلاشي”
ولكن على الرغم من كل أنين ترامب حول تعرضه للغش المفترض ، فمن المستحيل عمليًا إلغاء كل هذه الملايين من الأصوات في إعادة الفرز
بعد قولي هذا ، أخطأ منظمو الإستطلاعات مرة أخرى
لم تنجح “الموجة الزرقاء”، تبخر الإنهيار الأرضي المتوقع للديمقراطيين في الهواء ، مع فشل الحزب في السيطرة على مجلس الشيوخ وفقد مقاعد في المجلس بالفعل
والأكثر من ذلك – على الرغم من عنصريته – يبدو أن ترامب زاد من نصيبه في التصويت بين الناخبين الأمريكيين من أصل أفريقي ، والأسبان والآسيويين
كل هذا دليل على مدى ضعف المرشح جو بايدن حقًا
لم يقدم للجماهير في الولايات المتحدة شيئًا على الإطلاق، لا رعاية صحية للجميع ، ولا دعم للطبقات العاملة خلال هذا الوباء ، ولا يوجد عمل مهم بشأن حالة الطوارئ المناخية ولا نهاية للحروب الأمريكية الأبدية والإحتلال في الخارج
في الواقع ، خلال الحملة الإنتخابية في العام الماضي ، قال بايدن علانية أنه إذا فاز بالرئاسة: “لن يتغير مستوى معيشة أي شخص ، فلن يتغير شيء بشكل أساسي”
ليس من المستغرب إذن أنه فيما يتعلق بقضية فلسطين والإسرائيليين ، لا يقدم بايدن شيئًا سوى استمرار الوضع الراهن المدمر والعنيف والعنصري
كان هذا هو الرجل الذي قال للكونغرس ذات مرة إن إسرائيل هي حليف موثوق للإمبريالية الأمريكية ، وأنه إذا لم تكن الدولة موجودة: “سيتعين على الولايات المتحدة الأمريكية اختراع إسرائيل لحماية مصالحنا في المنطقة”
في مقابلة أجريت معه عام 2007 ، قال: “عندما كنت سيناتورًا شابًا ، كنت أقول: لو كنت يهوديًا لكنت صهيونيًا” أنا صهيوني ، ولا يجب أن تكون يهوديًا حتى تكون صهيونيًا “
ساعد بايدن ، بصفته نائبًا للرئيس في عهد أوباما ، في تأمين أكبر هدية أمريكية على الإطلاق من المساعدات العسكرية لإسرائيل – وهي 38 مليار دولار تم الإتفاق عليها في عام 2016 ، على مدار العقد التالي
ستصل هذه الصفقة إلى نهايتها في عام 2026 – لكن ورد أن إسرائيل واللوبي التابع لها يعملان بجد بالفعل من أجل التوصل إلى صفقة بشأن حزمة مساعدات أخرى طويلة الأجل
على الرغم من كونه صديقًا حميمًا للرئيس دونالد ترامب ، فقد توجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى تويتر في نهاية الأسبوع الماضي لتهنئة جو بايدن ونائبته كمالا هاريس
نتنياهو تحدث عن “العلاقة الشخصية الطويلة والدافئة” بينه وبين بايدن لما يقرب من أربعة عقود، وكتب: “أتطلع إلى العمل مع كلاكما لتعزيز التحالف الخاص بين الولايات المتحدة وإسرائيل”
وبحسب صحيفة جيروزاليم بوست: “تخطط إسرائيل للتواصل مع إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن في الأشهر المقبلة للبدء في مناقشة صياغة خطة مساعدات عسكرية جديدة طويلة المدى”
وقال مسؤول إسرائيلي كبير للصحيفة “نريد التحدث عن حزمة وبرنامج جديد”، “الخطة الجديدة يجب أن تَأخذ في الإعتبار التهديدات والتحديات المتغيرة التي نواجهها في الشرق الأوسط”
يبدو أن الإبتعاد الإسرائيلي القادم عن دافعي الضرائب الأمريكيين سيأتي قريبًا
الورقة الأساسية ، بالطبع ، هي احتمال أن يحاول ترامب نوعًا من الإنقلاب الإنتخابي ومحاولة البقاء في البيت الأبيض، بعد كل شيء ، لم يتنازل حتى الآن عن خسارته ويقول إنه يعتزم خوض الإنتخابات في المحاكم ولكن حتى لو تمكن من الصمود بطريقة ما ، على عكس الصعاب ، في ظل غياب تغيير شعبي كبير ، فلن يتغير أي شيء بشكل جذري في سياسات الولايات المتحدة المؤيدة لإسرائيل
