أخر الأخبار
الصفحة الأم / أخبار / إسرائيل تواجه أخطر تهديد وجودي منذ إنشائها

إسرائيل تواجه أخطر تهديد وجودي منذ إنشائها

يتنامى القلق الإسرائيلي مما وصفوه بأنه أخطر أزمة داخلية تشهدها الدولة منذ قيامها بسبب حالة الإنقسام والإستقطاب والتوترات الحزبية، كما أعربوا عن قلقهم من تداعيات هذه القضايا بما في ذلك تفكك الجبهة الداخلية وانتشار شروط الحرب الأهلية وانهيار المجتمع الإسرائيلي وحرب العداء والكراهية

يعتقد الإسرائيليون أن إسرائيل تواجه واحدة من أخطر الأزمات في تاريخها ، بعد أن فقدوا الثقة في مؤسسات الدولة، إنهم يتهمون شخصا واحدا بالمسؤولية عن انعدام الثقة هذا ، وهو بنيامين نتنياهو

صحيح أن نتنياهو قدم للإسرائيليين قائمة طويلة من الإنجازات ، ولكن مثل أي سياسي لديه نقاط ضعف وفشل ، ومشكلته الرئيسية ليست فقط في الطريقة الفاشلة التي أصر فيها على إدارة جائحة فيروس كورونا ، ولكن أيضًا في الهجوم الذي يشنه منذ سنوات ضد مؤسسات الدولة وتدمير العلاقات بين الإسرائيليين، لقد عاشوا منذ سنوات في حث البعض على عدم الإيمان بالإعلام والمؤسسات الأكاديمية والنظام القضائي والشرطة والنيابة العامة والنيابة العامة ومسؤولي وزارة المالية ، وفي النهاية أصبح الأمر واضحاً أن الكثير منهم لا يؤمنون بسلطة الدولة

لسنوات عديدة ، يعيش الإسرائيليون في حالة من التحريض ضد بعضهم البعض ، مما قوض ثقتهم في بعضهم البعض ، وزرع الفتنة والكراهية بين اليمين واليسار ، والعرب واليهود ، والمتدينين والعلمانيين ، والشرقي الشرقي والغربي الأشكناز، لقد اعتبروا أولئك الذين لا يصوتون لهذا المعسكر أو ذاك خائنًا ليس له دور في إسرائيل ، وكل منهم يهتم فقط بمعسكره الحزبي، والنتيجة هي أن الإسرائيليين في هذه الأزمة الشديدة حيث لا يؤمنون ببعضهم البعض

يخشى الإسرائيليون أن ينهار ما يصفونه بـ “الأخوة الوطنية” ويحل محلها العداء القبلي والكراهية الداخلية التي قد تؤدي إلى تفكك إسرائيل ، واندلاع حرب أهلية دامية ، وتعميق الإنقسامات الداخلية ، وتزايد الإنقسامات الداخلية، الحجج وتبادل الإتهامات باستخدام لغة هجومية وسياسات تقسيمية، إنهم يخشون أنه لكي ينال كل زعيم إسرائيلي ولاء معسكرهم ، فإنهم سيعملون على تعميق العداء بين البقية

والنتيجة أن كل شيء ينفجر الآن في وجوه الإسرائيليين ، حيث أن انعدام الثقة بين كل منهما يخلق صعوبات لهم ، خاصة في خضم الوباء والأزمة الاقتصادية، قد يؤدي هذا إلى كارثة

جدير بالذكر أن نتنياهو الذي استطاع شراء ثقة أمراء الخليج العربي والجمهوريين الأمريكيين فقد الإسرائيليين، بعد بناء قيادته على أساس زرع بذور الإنقسام والكراهية بين الإسرائيليين لسنوات ، أصبح شعاره “أنا إسرائيل وإسرائيل أنا” ، ولم يعد قادرًا على التمييز بين مصالحه الشخصية ومصالح الدولة

وسط هذه الغيوم السوداء التي تحيط بالإسرائيليين ، تزداد قناعة مجموعات كبيرة بأن مجتمعهم أصبح ضعيفاً ومنقسماً وجباناً ومشلولاً، لقد تحولت من دولة قوية ومستقرة وموحدة إلى مجتمع ينحدر إلى هاوية الكراهية والشلل والإنفصال ، ويعيش الآن أصعب أيامه

نجح نتنياهو وفريقه في تقسيم الإسرائيليين وتفكيكهم إلى أجزاء من الكراهية والعداوة والشر ، وتحويل إسرائيل من ديمقراطية حديثة إلى مملكة فاسدة تفسد كل ما تمسها، كل من يجرؤ على انتقاد هذه الحكومة الفوضوية يتهم على الفور بالخيانة ويصنف على أنه يساري يكره إسرائيل

من الظواهر التي تدل على هذا المنحدر الذي انزلقت إسرائيل به أنها لم تعد قادرة على الإستماع واحترام الآراء المختلفة أو محاولة فهم الجانب الآخر، بل يكتنفها غموض كبير بسبب الكراهية المروعة وطبقة الخبث التي تتسبب في اندلاع حرب أهلية، تعمق الأكاذيب مع اندلاع التحريض

يأتي ذلك بعد 25 عاما من اغتيال رئيس الوزراء الراحل يتسحاق رابين ، عندما انقسم الإسرائيليون أكثر من أي وقت مضى ، ووصل التحريض الداخلي إلى مستويات جديدة، أصبحت الفترة التي أعقبت الإغتيال واحدة من أكثر الأوقات دراماتيكية في تاريخ إسرائيل

هذه الأيام الصعبة تذكر الإسرائيليين بما سبق مقتل رابين. الكراهية والانقسام التي نراها أخطر من ذلك ، وأجراس الإنذار تدق محذرة من اغتيال سياسي آخر، يتجول نشطاء الليكود في قمصان رياضية تصف اليساريين بالخونة ، بينما يغرد نجل رئيس الوزراء ، يائير ، باستمرار على تويتر ضد المدعي العام ، متهمًا إياه بتشكيل تهديد وجودي لإسرائيل ، واصفا إياه بـ “سيئ إيران”

نصف الإسرائيليين يقفون وراء نتنياهو ، والنصف الآخر يراه كقوة مدمرة وتهديد وجودي حقيقي لمستقبل إسرائيل

والشعار المناهض لنتنياهو هو “انطلق” ، وهو ما ساهم في تأجيج الإحتجاجات ، لكن معظم أعمال العنف تنبع من أتباع رئيس الوزراء ، من خلال محاولات دهس المتظاهرين وإطلاق الغاز المسيل للدموع ورذاذ الفلفل وإلقاء الحجارة عليهم، الوضع متوتر لدرجة أن شرارة صغيرة ستفجر جحيمًا

تشير التوترات في إسرائيل إلى اقتراب اغتيال سياسي آخر، في حين أن نتنياهو نفسه محمي بشكل جيد من قبل الأجهزة الأمنية ، فإن الخطر الأكبر يكمن في المظاهرات والشوارع، المنحدر الذي تجد إسرائيل نفسها عليه أصبح زلقًا أكثر من أي وقت مضى ، والمكابح تتراجع نحو المزيد من التعقيد

شاهد أيضاً

كيف تستغل إيران الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل في جميع أنحاء الشرق الأوسط

بدأت وسائل الإعلام الموالية لإيران في الاهتمام بالاحتجاجات ضد إسرائيل التي اندلعت في الأردن. ويشير …