أخر الأخبار
الصفحة الأم / أخبار / الحوثيون وراء هجوم على مطار عدن في محاولة لعرقلة اتفاق الرياض

الحوثيون وراء هجوم على مطار عدن في محاولة لعرقلة اتفاق الرياض

إن هجوم الحوثيين هو انعكاس للتحديات الأمنية والاستخبارية التي تنتظر الحكومة اليمنية الجديدة

أكدت مصادر يمنية وشهود عيان متفقون في محافظة تعز ، أن الحوثيين استهدفوا مطار عدن بعدد من الصواريخ الباليستية التي انطلقت من مطار تعز الخاضع لسيطرتهم ، قبل وصول الطائرة التي تحمل الحكومة اليمنية الجديدة

وكان الحوثيون بحسب محللين يهدفون إلى منع تنفيذ اتفاق الرياض وما تلاه من تشكيل حكومة وحدة لإدارة القضايا العسكرية والأمنية

وأوضحت المصادر ، سقوط عدد من الصواريخ في صالة وممر مطار عدن الدولي قبل لحظات من نزول أعضاء الحكومة اليمنية برئاسة معين عبد الملك من الطائرة، وقُتل في الهجوم أكثر من عشرين شخصا وجرح العشرات من بين الحشود التي كانت في المطار في انتظار الترحيب بالتشكيل الحكومي الجديد، وكان من بين الضحايا ياسمين العوضي وكيل وزارة الأشغال العامة، وموظف محلي في الصليب الأحمر الدولي

وبحسب المصادر ، فقد ألحقت الصواريخ أضرارًا كبيرة بصالة المطار ومدرج المطار ، لكنها لم تصب الطائرة التي تقل الحكومة القادمة من العاصمة السعودية الرياض، وأوضحت المصادر نفسها أن قوات التحالف العربي أخلت الطائرة ونقلت عناصر من الحكومة إلى مقر إقامتهم في القصر الرئاسي بمنطقة معاشيق

وشهدت عدن بعد الحادثة تشديدًا للإجراءات الأمنية ، فيما تم إغلاق مطار عدن وتحويل رحلات الخطوط الجوية اليمنية إلى مطار سيئون بمحافظة حضرموت

نفت مصادر يمنية مطلعة صحة الخبر الذي أفاد بأن القصر الرئاسي في معاشيق تعرض أيضا لهجوم بالصواريخ ، مشيرة إلى أن القوات التي تحمي القصر اختبرت أسلحتها للدفاع الجوي تحسبا لأية هجمات جديدة ، في ضوء ذلك، معلومات عن رصد طائرات مسيرة في أجواء لحج (شمال عدن) يعتقد أنها حوثية

وقالت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية إن الرئيس عبد ربه منصور هادي أمر بتشكيل لجنة “للتحقيق في تداعيات العمل الإرهابي ،  ويرأس اللجنة المذكورة وزير الداخلية وتضم قيادات الأمن والإستخبارات والسلطة المحلية في عدن ، والعمل بالتنسيق مع تحالف دعم الشرعية “

وفي أول ظهور له بعد الحادث ، قال رئيس الوزراء اليمني إن الحكومة ستبقى في عدن “لممارسة جميع واجباتها وأعمالها مدعومة بإرادة الشعب”

وقال الصحفي اليمني محمد فهد الجنيدي من عدن ، “فشل الهجوم في تحقيق هدفه المتمثل في استهداف أعضاء الحكومة”

وحول تفاصيل الحادث ، قال الجنيدي: ” كانت الساعة الواحدة ظهرًا عندما سمعت دوي انفجارات بجواري ثم إطلاق نار ، قبل أن أسمع سيارات الإسعاف تندفع إلى المكان ولم تتوقف حتى الساعة الثالثة عصرًا ، و ولا يمكن التحديد الدقيق لعدد القتلى والجرحى في هذه التفجيرات … لكن كان من الواضح أن هناك العديد من القتلى والجرحى من الجنود والمدنيين الذين كانوا داخل المطار “

وأشار الجنيدي إلى أن الهجوم على مطار عدن يشبه التفجير الذي أودى بحياة العميد منير اليافعي الملقب أبو اليمامة القائد السابق لألوية الدعم اللوجستي في أغسطس من العام الماضي “بفارق أكثر من واحد، وضرب الإنفجار المطار “

واعتبر مراقبون أن حادثة استهداف مطار عدن لحظة وصول الحكومة الجديدة المشكلة على أساس اتفاق الرياض تضاعف التحديات أمامها ، خاصة على الصعيد العسكري والأمني ​​، الذي يأمل من خلاله بعض الأطراف الرافضة لاتفاق الرياض التسلل إلى عمل الحكومة من أجل إفشال الحكومة الجديدة وإرباك التحالف العربي وتعديل الأوراق في عدن

وصف الباحث السياسي اليمني مصطفى غليس ، حكومة معين عبد الملك بأنها حكومة الملاذ الأخير ، مشيرًا إلى أن استهدافها بهجوم إرهابي ما هو إلا محاولة لضرب البرنامج المنوط بها

وأضاف: “نعلم جميعاً أننا في حالة حرب مع مليشيا الحوثي ، وأنها تريد عرقلة هذه الحكومة وتشويش الموقف لإفشال المسار السياسي المتفق عليه بين أطراف معسكر الشرعية ، بناءً على اتفاق الرياض ، الذي أنجزت العديد من أهدافها الهادفة إلى توحيد الصفوف “

وبخصوص الجهة التي تقف وراء الحادث ، أشار غليس إلى أن التسجيلات الموثقة للإنفجار تؤكد أنه هجوم صاروخي نفذته طائرات مسيرة وأن مليشيات الحوثي تقف وراءه، كما أكد على هذه الرواية وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية معمر الإرياني

وكتب الإرياني على موقع تويتر بعد نحو ساعة من التفجيرات: “الهجوم الإرهابي الجبان الذي نفذته مليشيا الحوثي المدعومة من إيران على مطار عدن لن يمنعنا من القيام بواجبنا الوطني”

وتواصلت المواقف المنددة بالحادثة ، حيث وصف وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية ، أنور قرقاش ، الهجوم على مطار عدن بأنه “استهداف لاتفاق الرياض وآفاق الإستقرار والسلام التي يحملها في اليمن الشقيق”

وأضاف على تويتر “التحريض والتخريب والعنف والإرهاب سيفشل في مواجهة مشروع السلام بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة لما فيه خير اليمن والمنطقة”

ندد مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن ، مارتن غريفيث ، بالهجوم على مطار عدن لدى وصول أعضاء الحكومة، أتمنى لمجلس الوزراء الصمود في مواجهة المهام الصعبة المقبلة، وقال إن هذا العمل العنيف غير مقبول وهو تذكير مأساوي بأهمية إعادة اليمن بشكل عاجل إلى طريق السلام

اعتبر سفير المملكة العربية السعودية في اليمن وأحد مهندسي اتفاق الرياض بين الحكومة اليمنية والمجلس الإنتقالي الجنوبي محمد الجابر ، استهداف الحكومة اليمنية لدى وصولها إلى مطار عدن بأنه “عمل إرهابي جبان يستهدف جميع المواطنين، الشعب اليمني وأمنه واستقراره وحياته اليومية ، ويؤكد مدى خيبة الأمل والإرتباك الذي بلغه تجار الموت والدمار نتيجة التنفيذ الناجح لاتفاق الرياض وتشكيل الحكومة اليمنية ، مباشرة مهامها لخدمة الشعب اليمني

تطرح محاولة استهداف الحكومة اليمنية الجديدة المعترف بها دوليًا تحديات هائلة من حيث مراجعة عمل المؤسسات الأمنية والعسكرية ، وتنشيط العمل الإستخباري في مواجهة تسلل الحوثيين ، بالإضافة إلى التعامل الجاد مع النشاط المناهض للتحالف والعسكريين، أهداف معسكر “الشرعية” من داخل المؤسسات الحكومية

شاهد أيضاً

كيف تستغل إيران الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل في جميع أنحاء الشرق الأوسط

بدأت وسائل الإعلام الموالية لإيران في الاهتمام بالاحتجاجات ضد إسرائيل التي اندلعت في الأردن. ويشير …