أخر الأخبار
الصفحة الأم / أخبار / ضغوط دولية كثيفة وراء استقالة السراج في ليبيا

ضغوط دولية كثيفة وراء استقالة السراج في ليبيا

فاجأت استقالة رئيس حكومة الوفاق الليبي فايز السراج الليبيين ، رغم أن عدة تسريبات في الصحافة قبل نحو أسبوع كان ينبغي أن تكون هيأتهم لها

وشكلت هذه الخطوة مفاجأة لأنه منذ وقت ليس ببعيد انخرط السراج في صراع على السلطة مع وزير الداخلية ومنافسه فتحي باشاغا الذي كان يقود حملة تحريضية غير مباشرة ضده من خلال تشجيع الليبيين على النزول إلى الشوارع والإحتجاج، ضد الفساد المتفشي

بينما يرى البعض أن استقالة السراج خطوة إجرائية لتمهيد الطريق أمام حكومة الوحدة الوطنية المقبلة ، يرى البعض الآخر أنها تعكس فشل محاولاته في منع إبعاده عن المشهد ، خاصة بعد إعادة باشاغا إلى منصبه كوزير، من الداخل

وعلى الرغم من الترحيب الحذر بهذه الخطوة ، لا تزال هناك آراء متباينة في ليبيا حول جديتها وتداعياتها، كما طرحت تساؤلات جدية حول مصير الإتفاقات المثيرة للجدل التي وقعها السراج مع تركيا

يعتقد الكثيرون أن استقالة السراج جاءت نتيجة ضغوط أمريكية قوية بهدف استرضاء الأطراف الدولية المنكوبة من الإتفاقات التي وقعها مع تركيا ، وخاصة اتفاقية ترسيم الحدود البحرية التي أغضبت الأوروبيين بشكل عام وفرنسا واليونان بشكل خاص

أوليفر أوفتشا ، سفير ألمانيا في ليبيا ، سارع إلى الترحيب بالخطوة، وكتب على تويتر “قرار الرئيس السراج يستحق الإحترام بالنظر إلى أن نقل السلطة يمثل تحديا لأي دولة”

خلال الأشهر القليلة الماضية ، ترددت أنباء عن نية فرنسا تقديم مشروع قرار إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لسحب شرعية حكومة الوفاق الوطني

تؤكد تصريحات أماري زايد ، عضو المجلس الرئاسي الليبي والقيادي السابق في الجماعة المقاتلة الليبية والمنتسب إلى الحركة المتطرفة المعروفة بولائها الكبير لتركيا ، ما تردد عن قلق تركيا من استقالة السراج

وقال زايد للصحافة إن “الشرعية التي يعتمد عليها لا ترتبط بأي شخص بغض النظر عن موقعه ، بل باتفاق سياسي كان الأفضل في الوجود” ، مشيرا إلى أن “الثوار” عززوا هذه الشرعية ( في إشارة إلى الميليشيات) التي تولت رئاسة المجلس حفاظا على “أهداف الثورة” ، وأن هؤلاء “الثوار” لهم الحق في المشاركة في القرار السياسي ولن يسمح لأحد بتهميشه

وكان فايز السراج قد أعلن ، مساء الأربعاء ، في كلمة مسجلة بالفيديو موجهة إلى الشعب الليبي ، عزمه على استقالة رسميا من رئاسة حكومة الوفاق الوطني نهاية أكتوبر المقبل، لا يبدو أن هذا التطور الملحوظ معزول عن الإعلان المفاجئ قبل أربعة أيام فقط عن استقالة الحكومة الموازية في شرق ليبيا برئاسة عبد الله الثني

أعلن للجميع رغبتي الصادقة في تسليم واجباتي إلى السلطة التنفيذية المقبلة في موعد أقصاه أكتوبر المقبل ، آملاً أن تكون لجنة الحوار الليبي قد انتهت من عملها بحلول ذلك الوقت ، واختارت مجلسًا رئاسيًا جديدًا ، ورئيسًا للحكومة، وقال السراج في كلمته: “من الذي سيتسلم مهامه وفق نتائج مؤتمر برلين التي أقرها مجلس الأمن الدولي”

ذهب بعض المراقبين إلى حد القول إن السراج أراد بهذا الخطاب تمهيد الطريق لخروجه من المشهد الليبي بأقل ضرر ، إلا أن البرلماني الليبي زياد دغيم لم يتردد في الترحيب بالتزام السراج بالتنحي في النهاية الشهر المقبل

وقال دغيم لصحيفة The Arab Weekly عبر الهاتف إن قرار السراج “جدير بالاحترام لأنه يظهر مراعاة للمصلحة العامة العليا ، ويجب ألا ننسى قراراته الوطنية المهمة الأخيرة ، بما في ذلك إعلان وقف إطلاق النار والإمتناع عن تصعيد الحرب”

واعتبر القرار “خطوة جدية قام (السراج) من خلالها بإسقاط الكرة في ملعب الآخرين ، ويجب أن تقابل بانفتاح ، ويجب معالجة جميع مصادر قلق السراج ، إن وجدت”

لكن المزاج اختلف بين الإسلاميين، سعد الجزوي عضو مجلس الشورى الليبي التابع لجماعة الإخوان المسلمين ، شكك في قرار السراج وربطه بإملاءات خارجية، واعتبر أن استقالة السراج المقصودة “ليست نتيجة لسوء الإدارة الرهيب السائد في البلاد خلال السنوات الماضية ، بل جاءت تماشياً مع المشروع الدولي لليبيا”

وفي حديثه مساء الأربعاء الماضي على قناة ليبيا بانوراما التلفزيونية ، قال الجوزي إن خطاب السراج المتلفز “جاء نتيجة إملاءات دولية تريد دفع ليبيا إلى مرحلة انتقالية أخرى”

“كنا نتوقع أن يتخذ السراج إجراءات عملية للعلاج الحقيقي لمعاناة المواطنين الليبيين ، لكنه بدلاً من ذلك وضعنا في السياق الدولي بإعلانه أنه سيتركها (الإجراءات العملية) للحكومة التي سيتم تشكيلها من خلال لجنة الحوار ، دون إضافة أي جديد عن معاناة الشعب الليبي “

معظم التفسيرات السياسية لهذا التطور بالذات كانت كلها تقريبا مجمعة على أن السراج تعرض لضغوط شديدة تتعلق بالترتيبات الدولية التي يتم إعدادها في العديد من العواصم الغربية ، وخاصة في واشنطن ، لتسوية سريعة في ليبيا من خلال إعادة تشكيل المشهد السياسي قبل الإنتخابات الأمريكية المقبلة

جاءت هذه التفسيرات من تقارير أمريكية قبل نحو أسبوع تؤكد نية السراج إعلان استقالته قريباً ، بالتنسيق مع تركيا التي لا تزال تسيطر على ميزان القوى بين القوى السياسية في غرب ليبيا ، رغم أن كل المؤشرات تؤكد أن علاقات أنقرة بطرابلس، بالتأكيد ستتأثر بشكل خطير بهذه الإستقالة ، إذا حدثت

شاهد أيضاً

كيف تستغل إيران الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل في جميع أنحاء الشرق الأوسط

بدأت وسائل الإعلام الموالية لإيران في الاهتمام بالاحتجاجات ضد إسرائيل التي اندلعت في الأردن. ويشير …