أخر الأخبار
الصفحة الأم / أخبار / إتصالات الدوحة وطرابلس تكشف مدى التوغل القطري في ليبيا

إتصالات الدوحة وطرابلس تكشف مدى التوغل القطري في ليبيا

أعادت الزيارات العديدة التي قام بها مسؤولون ليبيون في حكومة الوفاق الوطني وزعماء بارزون في جماعة الإخوان المسلمين في ليبيا إلى الدوحة الدور القطري في ليبيا مرة أخرى ، وسط مخاوف جدية بشأن الدوافع وراء هذه الزيارات في وقت واحد، عندما تسارعت وتيرة الحوار السياسي والعسكري بين الأطراف الليبية بحثا عن تسوية

كما كشفت هذه الزيارات عن ضعف إن لم يكن خمول جهاز التجسس المضاد للمعسكر المنافس في مراقبة التحركات القطرية وإحباط خطط الدوحة للتغلغل بعمق في المشهد الليبي والإلتفاف على المسار السياسي

من خلال مقاربته الجديدة ، يعزز التحالف القطري الإخواني مكاسبه في السنوات القليلة الماضية في ليبيا ويأمل في تحقيق تحول على الأرض، ويهدف التحالف في نهاية المطاف إلى تمكين الدوحة وأنقرة من دفع أجندتهما وسط الزخم المتزايد للجهود الإقليمية والدولية الهادفة إلى توفير فرصة حقيقية لليبيين للإتفاق على تسوية سياسية

وأكد خالد المشري ، رئيس المجلس الإستشاري الأعلى للدولة في ليبيا ، عقب زيارته الأخيرة للدوحة ، أن “زيارات المسؤولين القطريين والليبيين إلى البلدين مستمرة ولم تتوقف أبدًا”

وسبقت زيارة مشري إلى الدوحة زيارات مماثلة قام بها عدد من وزراء حكومة الوفاق الوطني بمن فيهم وزير الخارجية محمد سيالة ووزير الداخلية فتحي باش اغا، ومن المقرر أن يتوجه وزير دفاع حكومة الوفاق الوطني صلاح الدين النمروش إلى الدوحة هذا الأسبوع لمتابعة المحادثات بشأن تنفيذ مذكرة التفاهم الأمنية الموقعة قبل أيام بين قطر وحكومة السراج في ليبيا

ورأى محللون في تلك الزيارات إدخال ترتيبات سياسية وأمنية جديدة للمرحلة المقبلة، ولم يتردد طلال ميهوب رئيس لجنة الدفاع والأمن الوطني بمجلس النواب الليبي في القول إن “الهدف من هذه الزيارات واضح للجميع ، وهو تعطيل اتفاق وقف إطلاق النار الذي توصل إليه مجلس النواب الليبي أثناء اللجنة العسكرية المشتركة 5 + 5 في جنيف ، سويسرا “

اعتبر ميهوب أن هذه المحاولة – التي وصفها بـ “اليائسة” – محكوم عليها بالفشل ، “لأن الليبيين مصممون على وضع حد للقطري أيضًا، مثل الأدوار التركية في ليبيا ، والتخلص من أدواتها العلنية والسرية ”، في إشارة إلى الميليشيات والمنظمات الموالية للإخوان المسلمين

مثل هذا الرأي يشاركه البرلماني الليبي علي التقبلي ، الذي قال “إن “هذه التحركات القطرية تأتي في وقت تجري فيه محاولات جادة لإيجاد منصة لتسويات تمهد الطريق، إلى المصالحة بين الليبيين مما يعني أن هدفهم هو إفشال تلك الجهود وأي محاولة للمصالحة”

وسلطت مصادر أخرى الضوء على أهداف إضافية لتلك التي ذكرها ميهوب وتقبلي، ورأوا أن قطر كانت تسعى من خلال تحركاتها إلى استباق نتائج جلسات الحوار الليبي بإعادة ترتيب أوراقها في ليبيا بما يضمن استمرار دورها وتأثيرها في المشهد السياسي الليبي المقبل الذي ستشكله نتائج الحوار الليبي، المسار السياسي الحالي ، ووضع العوامل التي تسمح لها بإكمال مشروعها في ليبيا

على صعيد آخر ، أعرب مراقبون عن استغرابهم من ضعف وتراخي المخابرات الليبية في رصد هذه التحركات وكشفها ، خاصة وأن قطر استطاعت أن يكون لها وجود في ليبيا طوال العام الحالي دون لفت الإنتباه إليها

وكشف مشري في تصريحاته أن عدة لقاءات ثنائية بين الجانبين جرت في عدة دول ، الأمر الذي دفع علي تقبالي للإعتراف ضمنيًا بهذا الفشل في العمل المضاد للإستخبارات، وقال تقبالي: “لا توجد مراقبة حقيقية لهذه التحركات والأشخاص الذين يسافرون بين قطر وتركيا لتلقي أوامر تخريبية ، ثم يعودون إلى ليبيا لفرضها على الجميع”

وأرجع ذلك إلى ما وصفه بـ “تشتت أجهزة المخابرات” ، باستثناء المخابرات العسكرية ، التي قال إنها تؤدي واجبها بشكل صحيح ، محذرا في الوقت نفسه من العواقب الوخيمة على الأمن الوطني الليبي من جراء الحفاظ على ذلك، حالة التراخي في عمل مكافحة التجسس، وقال “أولئك الذين يقومون بهذه التحركات سينتهي بهم الأمر ببيع ليبيا بالكامل للأجانب”

من ناحية أخرى ، سعى طلال ميهوب إلى التقليل من شأن الرأي القائل بأن ظهور الدور القطري هذه الأيام وبهذه الطريقة الخطيرة كان بسبب ضعف أو تراخي عمليات المراقبة الإستخباراتية الليبية ، مؤكدًا أن دور المخابرات القطرية في غرب ليبيا مكشوف ومعروف للجميع ولا يمكن تجاهله أو التستر عليه

“القطريون والأتراك يتحركون بلا قيود في تلك المناطق ، والتي بالمناسبة تشمل أيضًا مناطق أخرى في دول الجوار ، مستفيدين من عدة عوامل ، لكنهم غير موجودين في شرق ليبيا ، ولن يتمكنوا من التسلل إليها، لأن الجيش الوطني الليبي وأجهزته سيراقبونهم وسيحبطون كل تحركاتهم

وعبر ميهوب عن ثقته بنهاية وشيكة للدورين القطري والتركي في ليبيا

وتتفق الأوساط السياسية والعسكرية الليبية على أن عدم معالجة هذه التطورات سيؤدي حتمًا إلى تراكم عوامل إضافية تغذي الأدوار القطرية والتركية وتمكنهما من التأثير على مجرى الأحداث ونتائجها السياسية والأمنية والعسكرية المصاحبة

شاهد أيضاً

كيف تستغل إيران الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل في جميع أنحاء الشرق الأوسط

بدأت وسائل الإعلام الموالية لإيران في الاهتمام بالاحتجاجات ضد إسرائيل التي اندلعت في الأردن. ويشير …