اختتم مؤتمر تغير المناخ في بون بعد أسبوعين من العمل المكثف الذي أحرز تقدمًا في العديد من القضايا الحاسمة، مما ساعد على إرساء الأساس للقرارات السياسية المطلوبة في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28) في نهاية العام
“بعد أن استغرقت ما يقرب من أسبوعين للاتفاق على جدول الأعمال، من السهل تصديق أننا بعيدون جدًا في العديد من القضايا، ولكن مما رأيته وسمعته، هناك جسور يمكن بناؤها لتحقيق الأرضية المشتركة التي نعلم بوجودها،” قال الأمين التنفيذي لتغير المناخ في الأمم المتحدة سيمون ستيل. “تحدث الاتفاقات المتغيرة للعالم عندما يرتقي المفاوضون إلى مستوى المناسبة، ويتواصلون ويتوصلون إلى حلول وسط، ثم ينجحون في إقناع عواصمهم بجدارة وضرورة تلك التسويات”
في اجتماع بون، تم إحراز تقدم في القضايا ذات الأهمية الحاسمة، بما في ذلك التقييم العالمي، وتمويل المناخ، والخسائر والأضرار، والتكيف، من بين أمور أخرى كثيرة
أشار ستيل إلى التقييم العالمي، الذي سينتهي في COP 28، باعتباره لحظة لتصحيح المسار لوضع العالم على المسار الصحيح للحد من ارتفاع درجة الحرارة بما يتماشى مع اتفاقية باريس
اختتم المندوبون في مؤتمر بون الاجتماع الأخير للحوار الفني لعملية التقييم العالمي الأولى – مما مهد الطريق لمزيد من الإجراءات المناخية الطموحة
قال ستيل: “إن تعهدات الأطراف وتنفيذها بعيدان عن أن تكون كافية”. “لذا، فإن الاستجابة للتقييم ستحدد نجاحنا – نجاح COP28، والأهم من ذلك بكثير، النجاح في استقرار مناخنا”
في بون، شارك مندوبون حكوميون ومراقبون وخبراء في الحوار الفني الثالث والأخير للتقييم، والذي تألف من سلسلة من الموائد المستديرة والفعاليات التي امتدت على مدار ستة أيام. وناقشوا كيفية تسريع التقدم الجماعي في التخفيف، بما في ذلك تدابير الاستجابة؛ تكيف؛ الخسارة والضرر ووسائل التنفيذ (تمويل المناخ، نقل التكنولوجيا، بناء القدرات)
في أوائل سبتمبر، سينشر الميسران المشاركان للحوار التقني تقريرًا تجميعيًا يتضمن النتائج الرئيسية للاجتماعات الثلاثة للحوارات. وسيحتوي على معلومات تقنية وممارسات جيدة ودروس مستفادة لمساعدة الأطراف وأصحاب المصلحة من غير الأطراف على تحديد ما يجب القيام به لتصحيح المسار وتحقيق أهداف اتفاق باريس
ركزت المناقشات والأحداث الأخرى في مؤتمر بون للمناخ على التمويل المتعلق بالمناخ، ولا سيما تقديم الدعم المالي الكافي والذي يمكن التنبؤ به إلى البلدان النامية للعمل المناخي، بما في ذلك تحديد هدف جماعي كمي جديد بشأن تمويل المناخ في عام 2024. وفيما يتعلق بالهدف العالمي للتكيف، اتفقت الأطراف على العناصر الهيكلية لقرار دبي
قدم حوار غلاسكو الثاني بشأن الخسائر والأضرار معلومات مفيدة للمضي قدما في عمل اللجنة الانتقالية بشأن تفعيل ترتيبات التمويل والصندوق الجديد للاستجابة للخسائر والأضرار. كما ركزت المناقشات على تعظيم الدعم من ترتيبات التمويل الحالية، بما في ذلك الاعتبارات المتعلقة بالاتساق والتكامل والتنسيق. ستقدم اللجنة الانتقالية توصيات للنظر فيها واعتمادها في الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف حول كيفية تفعيل صندوق الخسائر والأضرار الجديد وترتيبات التمويل
جمع مؤتمر بون أكثر من 4800 مشارك من جميع أنحاء العالم، أي ما يقرب من ضعف عدد المشاركين الذين حضروا مؤتمر العام الماضي. تحدثت الشعوب الأصلية والمجتمعات المحلية والشركات والمدن والمجتمع المدني، بما في ذلك الشباب والأطفال، عن كيفية تعاملهم مع تغير المناخ وسلطوا الضوء على التحديات التي يجب التغلب عليها
سيعقد COP28 في دبي، الإمارات العربية المتحدة، في الفترة من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر من هذا العام. ستسبقه أربعة أسابيع مناخية إقليمية:
أسبوع المناخ في إفريقيا، 4-8 سبتمبر في نيروبي، كينيا
أسبوع المناخ لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، 8-12 أكتوبر في الرياض، المملكة العربية السعودية
أسبوع المناخ في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، 23-27 أكتوبر في مدينة بنما
أسبوع المناخ في آسيا والمحيط الهادئ، في جوهور، ماليزيا، سيتم الإعلان عنه قريبًا
