قال رئيس الوزراء البريطاني السابق ومبعوث اللجنة الرباعية للشرق الأوسط توني بلير في مؤتمر جيروزاليم بوست إن السلام بين إسرائيل والفلسطينيين سيأتي من خلال إقامة إسرائيل لعلاقات مع الدول العربية
وقال بلير: “أساس النهج في المنطقة ، وهو أن يتفاوض الإسرائيليون والفلسطينيون على السلام ثم تنضم بقية المنطقة ، هو النقيض تمامًا لما يجب أن يحدث”، “في الواقع ، ما عليك القيام به هو إحلال السلام بين إسرائيل والدول العربية وإدراج القضية الفلسطينية في ذلك السلام”
افترض بلير أن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني لا يتعلق أساسًا بالأرض ، ولكنه يتعلق بالحاجة إلى قبول بعضنا البعض
قال “علينا أن نحاول تقديم جيل من السياسيين الفلسطينيين الذين يفهمون أن الطريقة الوحيدة للحصول على دولة فلسطينية هي من خلال التفاهم الحقيقي والعميق بين الناس وبين الثقافات وليس مجرد التفاوض حول الأرض”
في غضون ذلك ، أهم شيء يجب أن تفعله إسرائيل هو محاولة تخفيف الوضع الإقتصادي للفلسطينيين
كان بلير ، الذي يشغل حاليًا منصب رئيس معهد توني بلير للتغيير العالمي ، ضيفًا في البيت الأبيض على توقيع اتفاقيات أبراهام الأسبوع الماضي ، وتحدث بحماس عن الإتفاقيات ، قائلاً إنها هدف عمل من أجله لسنوات عديدة
وقال “في النهاية ، أعتقد أنها أفضل طريقة لحل القضية الفلسطينية بشكل عادل ومنصف”
وقال بلير إنه بينما لا يزال العالم العربي يدعم القضية الفلسطينية ، فإن الكثير منها “توصل إلى نتيجة من غير المعقول أن نتوقع منهم باستمرار التضحية بمصالحهم الخاصة من أجلها”
في السنوات الـ 12 منذ ترك بلير منصبه وركز على شؤون الشرق الأوسط ، زار إسرائيل والإمارات العربية المتحدة ودول عربية أخرى ما يقدر بـ 250 مرة
وقال بلير إنه لاحظ تحولا كبيرا في الشرق الأوسط حيث يحاول القادة التحديث
وأوضح “في جميع أنحاء العالم العربي هناك صراع حول فكرتين أساسيتين”، أولاً ، هناك مجموعة من القادة الذين يريدون تحديث مجتمعاتهم واقتصاداتهم ، ويريدون التمييز بين الإسلام والإسلاموية، ثانيًا ، يريدون … اقتصادات منفتحة … لذلك إذا عمل شعبهم بجد ، فيمكنهم القيام بعمل جيد وتربية أسرهم في أمن وازدهار”
التهديدات التي تواجه هذه الرؤية هي جمهورية إيران الإسلامية ووكلائها المتطرفين الشيعة ، بالإضافة إلى الجماعات الجهادية والمتطرفة الأخرى مثل جماعة الإخوان المسلمين
وقال بلير “هذه مصلحة مشتركة بين إسرائيل والدول العربية ذات الغالبية المسلمة حول كيفية تطور الشرق الأوسط ، هذا هو الشيء الأكثر إثارة ولماذا يوجد سلام بين الإمارات وإسرائيل”
وبخصوص الحديث عن تطبيع السعودية للعلاقات مع إسرائيل ، قال بلير “إنه أمر أصعب بكثير”
ومع ذلك ، قال إن السعودية تتخذ خطوات تحديثية ، عندما يتعلق الأمر بمكانة المرأة والدين في المجتمع والحاجة إلى تنويع اقتصادها بعيدًا عن الإعتماد على النفط، بالإضافة إلى ذلك ، يتتبع معهد توني بلير تغطية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني في الصحف السعودية ، ووجد تحولًا نحو تغطية أكثر إيجابية لإسرائيل ووجهة نظر أكثر انتقادًا للفلسطينيين
كما تناول بلير معاداة السامية في حزب العمل ، الذي قاده لمدة 13 عامًا، اتهم زعيم حزب العمل السابق جيريمي كوربين مرارًا وتكرارًا بالتسامح مع معاداة السامية في الحزب ، فضلاً عن معاداة السامية الشخصية في الأقوال والأفعال
قال بلير: “معاداة السامية في حزب العمال شيء فظيع ومريع ومخزي”، وقال إنه ليس لديه شك في أن زعيم حزب العمال الجديد كير ستارمر يتخذ إجراءات ضد الكراهية
أعرب بلير عن قلقه من معاداة السامية في السياسة التقدمية في جميع أنحاء العالم
“أحد الأشياء التي أحاول القيام بها في مؤسستي وأرغب في فعل المزيد هو مواجهة نقطة الدخول الجديدة هذه – يحدث كثيرًا على اليسار كما يحدث على اليمين وينتهي دائمًا في نفس المكان – شيطنة دولة إسرائيل
دعا رئيس الوزراء البريطاني السابق اليسار إلى إدانة معاداة السامية وشرح “لماذا يمكنك الحصول على موقف معقول ينتقد إسرائيل دون انتقاد وجود إسرائيل
