أخر الأخبار
الصفحة الأم / تقارير استقصائية / أسباب تخوف فرنسا من الوضع في الجزائر

أسباب تخوف فرنسا من الوضع في الجزائر

تشھد الجزائر منذ 22 فبرایر الماضي، مظاھرات ومسیرات سلمیة حاشدة تطالب الرئیس بوتفلیقة بعدم الترشح لولایة جدیدة وتغییر  النظام ورحیل كل الوجوه السیاسیة الحالیة، وتشیر تقاریر عدیدة إلى تدھور صحة الرئیس الجزائري، منذ إصابتھ بجلطة دماغیة في 29 أبریل 2013 أستجاب الرئیس الجزائري عبدالعزیز بو تفلیقھ لتلك المطالبات، و أعلن مساء أمس الاثنین، عدم ترشحھ لولایة رئاسیة جدیدة، وأمر بتأجیل تنظیم الانتخابات الرئاسیة المقررة یوم 18 أبریل 2019 ، ووجھ الرئیس الجزائري بتعیین نور الدین بدوي، في منصب رئیس الحكومة خلفا لأحمد أویحیى، الذي استقال من منصبھ، بحسب وكالة الأنباء الجزائریة ”واج”.

حرب الذاكرة بین الجزائر و فرنسا

في سنة 1830 قامت فرنسا بواحدة من أكبر الحملات في تاریخھا العسكري ربَّما بعد الحملة الفرنسیة على مصر بقیادة نابلیون بونابرت سنة 1798-1801 ،وقامت بشن حملة عسكریة على الجزائر ومن ثم استعمرتھا لأكثر من 132 سنة ، كان السبب المباشر لاحتلال فرنسا للجزائر ھو حادثة المروحة، والتي حصلت في قصر الداي حسین، فعندما جاء قنصل فرنسا بیار دوفال للقصر في عید الفطر، طالبھ داي الجزائر بدفع الدیون التي ّ تقدر بحوالي أربع وعشرین ملیون فرنك فرنسي، كانت قد استدانتھا فرنسا من الجزائر، فكان ّرد القنصل على داي الجزائر بشكل لا یلیق بمكانتھ، فما كان من الداي حسین ّإلا أن طرده ولوح بالمروحة، وعلى أثر ذلك بعث شارل العاشر جیشھ ّ بحجة أنّھ یرید استرجاع شرف ومكانة فرنسا، فحوصرت الجزائر سنة 1828م لمدة ستّة أشھر، وبعد ذلك تم احتلالھا ودخول سواحلھا.

رفض الجزائریون الاحتلال الفرنسي، فقاوموه بكل ما أوتوا من ّقوة، من خلال قیامھم بالعدید من الثورات والمقاومات الشعبیة، غیر ّ أن أغلب ھذه المحاولات باءت بالفشل؛ لعدم توازن القوى، فالجیوش الفرنسیة المنظمة كانت آنذاك في تزاید، وقد استمرت مقاومات الجزائریین الشعبیة طیلة الغزو في فترة القرن التاسع عشر، وحتى بدایة القرن العشرین ، واندلعت الثورة الجزائریة او ثورة الملیون شھید كما یطلقون علیھا، التي قادتھا الجزائر ضد فرنسا ،وكانت بدایتھا عام 1954 واستمرت حتى عام1962 حیث انتھت باستقلال الجزائر عن فرنسا والتخلص نھائیا من الاحتلال والاستعمار والاستبداد.

موقف السعودیة التاریخي: كانت خطوات ھذه الثورة ناجحة جداً فكانت البدایة مطالبة الجزائریین بطلب إصلاحات، وبالطبع لم یستجیب المستعمر فأخذ اتجاه الكفاح بالسلاح من جھة ومن جھة أخرى سعوا إلى كسب جمعیات حقوق الإنسان و الجمعیة العامة للأمم المتحدة عن طریق النشاط الدبلوماسي المكثف، وبالفعل تحولت القضیة الجزائریة إلى قضیة رأي عام و لعبت المملكة العربیة السعودیة دور كبیر في جعل الثورة قضیة عالمیة دولیة واخراجھا عن كونھا قضیة متمردین على الدولة الفرنسیة إلى ثورة شرعیة على محتل. وسبب ذلك أن الدولة الفرنسیة كانت تُفھم العالم أن قضیة الجزائر قضیة داخلیة خاصة بالدولة الفرنسیة، فكانت السعودیة من أوائل الدول التي تكلمت بالقضیة الجزائریة .

قررت حینھا السعودیة قطع العلاقات مع فرنسا حیث یقول الملك سعود في خطاب اذاعي ألقاه: «إن المملكة العربیة السعودیة لن تعید علاقتھا الدبلوماسیة مع فرنسا إلا بعد استقلال الجزائر، وأكد أنھ سیبقى دائما السند المتین للثورة الجزائریة» وأكد ذلك أحمد طالب الإبراھیمي نجل الشیخ الإبراھیمي بقولھ من جانبي ّ أكدت لھ -أي الملك فیصل یرحمھ الله- أنّنا في الجزائر لا ننسى ّ أن الأمیر فیصل بن عبدالعزیز ّأول من طالب بتسجیل» ، «القضیة الجزائریّة في مجلس الأمن برسالة مؤرخة في 1955/1/5م (1374/5/12ھـ فرنسا عینھا على الجزائر ،، لماذا ؟ یقیم في فرنسا أكثر من 4 ملایین شخص من أصل جزائري وسیكون لأي اضطراب في البلد الواقع في شمال أفریقیا تداعیات في فرنسا، ویخشى المسؤولون الفرنسیون في حال تدھور الوضع بشكل ملحوظ من تدفق لاجئین ومھاجرین غیر شرعیین، فضلا عن وقوع أزمة أمنیة في منطقة لھا أھمیة كبیرة ففي أول تصریح للرئیس الفرنسي إیمانویل ماكرون حول ما یحدث في الجزایر ، رحب فیھ بعدول نظیره الجزائري عبد العزیز بوتفلیقة عن الترشح لولایة خامسة معتبرا أنھ یفتح فصلا جدیدا في تاریخ الجزائر، داعیا لـ“مرحلة انتقالیة بمھلة معقولة“. وأصدر وزیر الخارجیة الفرنسي جان إیف لودریان الاثنین بیانا عبر فیھ عن ترحیب باریس بخطوة بوتفلیقة والإجراءات التي اتخذھا. ”لتحدیث النظام السیاسي الجزائري“

الوضع في الجزائر

قراءة المزيد من التقارير

شاهد أيضاً

إيران والهند: الفرص والتحديات في نظام عالمي جديد

القيود والفرص الجيوسياسية لطالما كانت هناك علاقات ودية وتعاونية بين إيران والهند. هاتان الدولتان في …