أخر الأخبار
الصفحة الأم / أخبار / شعبية تركيا ترتفع في فلسطين بينما يتراجع دور مصر

شعبية تركيا ترتفع في فلسطين بينما يتراجع دور مصر

ولا يخفى على أحد أن دور مصر في فلسطين آخذ في التراجع ، خاصة بعد أن فشلت في التوسط لوقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل ، وهو ما فعلته قطر بدلاً من ذلك، علاوة على ذلك ، كشفت محادثات المصالحة التي ترعاها تركيا بين حماس وفتح عن تراجع القاهرة الإقليمي لصالح الدوحة وأنقرة

فشلت مصر في دعم الفلسطينيين في عدة مناسبات ، رغم أن القاهرة تعتبر قطاع غزة فنائها الخلفي وتعتقد أن لها الحق الحصري في التحدث باسم الشعب الفلسطيني، هل لجأ الفلسطينيون إلى أحزاب أخرى لشعورهم بأن مصر كانت وسيطًا غير أمين ومنحازًا لإسرائيل؟ هل تطلب إسرائيل المساعدة من الأطراف الأخرى وتدير ظهرها لمصر؟

ومن الجدير بالذكر أن وفدًا رسميًا من فتح ضم أعضاء اللجنة المركزية للحركة ، جبريل الرجوب وروحي فتوح ، التقى في تركيا بوفد من حماس برئاسة إسماعيل هنية ونائبه صالح العاروري، وبحثوا إنهاء الإنقسام ، وتنفيذ توصيات اجتماع الأمناء العامين الأخير في بيروت ، ومناقشة تفعيل آلية القيادة المشتركة، طالب رئيس فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية ، محمود عباس ، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بدعم مبادرة المصالحة وإجراء انتخابات في فلسطين، وطُلب من أردوغان دعم الإنتخابات بإرسال مراقبين رسميين

عندما اجتمع الأمناء العامون للفصائل الفلسطينية في بيروت مطلع سبتمبر ، شكلوا ثلاث لجان أهمها لجنة الحوار للمصالحة بين فتح وحماس، اجتماعات اسطنبول الأخيرة كانت مقدمة للحوار، يبدو أن كل جانب سعيد بمكان اجتماعاتهم

قد يكون افتقار مصر لحماس الواضح لدورها في الوساطة بسبب حاجتها إلى دعم الولايات المتحدة في مفاوضاتها مع إثيوبيا حول سد النهضة الكبير على نهر النيل ، ولا تريد فعل أي شيء حيال فلسطين وإسرائيل ، وقد يزعج هذا واشنطن، هذا على الرغم من حقيقة أن فلسطين بحاجة إلى الحفاظ على علاقات جيدة مع جميع الدول والأطراف وبناء شبكة دعم دولية

والتقى هنية خلال زيارته لتركيا بأردوغان ، مما يوحي بأن مخزون تركيا يرتفع على حساب بعض الدول العربية ، وخاصة مصر، قد يتوق الفلسطينيون إلى طلب الدعم من تركيا ، لكن هل تستطيع أنقرة أن تتولى القيادة من القاهرة؟

ويأمل الفلسطينيون أن تمهد محادثات إسطنبول الطريق لاستراتيجية وطنية شاملة لمواجهة إسرائيل في ظل موجة التطبيع مع دولة الإحتلال، كما تشكل المحاولات الأمريكية والإسرائيلية لتصفية القضية الفلسطينية مصدر قلق كبير، حتى لو تصالحوا وقدموا جبهة موحدة ، يحتاج الفلسطينيون إلى دعم الأصدقاء والحلفاء لتشكيل كتلة عربية وإسلامية مهمة ، يمكن أن تؤيد موقفهم وترفض التطبيع من قبل بعض الأنظمة العربية، ويبدو أن تركيا تميل إلى قبول هذا الدور ورفض التطبيع والوقوف على مسافة واحدة من جميع الأطراف الفلسطينية بما في ذلك فتح وحماس

سمعت من مصر أن القاهرة سعت لعقد اجتماعات مع قادة فتح وحماس لكن الدعوة رُفضت ، ربما بسبب احتمال اعتقال هنية وعدم السماح له بإكمال جولته الإقليمية والدولية، في غضون ذلك ، مارست المملكة العربية السعودية ضغوطًا على لبنان لعدم استضافة اجتماع الأمناء العامين ، لكن إيران وحزب الله استخدموا نفوذهما لعرقلة الجهود السعودية لعرقلة جهود المصالحة

كما أن إسرائيل والولايات المتحدة قلقتان من هذه اللقاءات وتعارضان أي خطوات قد تجمع الفلسطينيين، من المحتمل أن يكون هذا سببًا آخر لعدم اهتمام مصر الواضح

جاءت اجتماعات حماس وفتح في اسطنبول في سياق محاولة السلطة الفلسطينية الإنسحاب من المحور السعودي المصري والمصالحة مع حماس ، بعد أن استشعرت اقتراب انهيار هذا التحالف الذي استندت إليه القيادة السياسية في فلسطين منذ سنوات، كما أن السلطة الفلسطينية في مأزق بسبب التطبيع العربي الأخير مع إسرائيل، على الرغم من المخاوف من أن زيادة النفوذ التركي قد يؤدي إلى سيطرة حماس ، فإن التطبيع الخليجي يقوي أولئك الذين يشعرون أن أهمية إشراك أنقرة يقوض أي مخاوف على حركة المقاومة

ومع ذلك ، طمأنت السلطة الفلسطينية مصر بأن تركيا لن تقوم بدورها من خلال عقد الإجتماعات في السفارة الفلسطينية في أنقرة بدلاً من مقر الرئاسة التركية، في العالم الدبلوماسي ، كانت تلك خطوة ذكية

لا يبدو أن السلطة الفلسطينية تعيد تموضعها خارج تحالفاتها الإقليمية التقليدية، شعرت القيادة بخيبة أمل من الموقف المصري الأخير ، لكن عباس لن ينضم إلى المحور التركي ، الذي يضم قطر وإيران وحماس ، رغم أنه يعلم أن النظام في القاهرة لن يتمكن من تجنب الهيمنة السعودية الإماراتية، لكن في الوقت نفسه ، تعتقد قيادة السلطة الفلسطينية أن مساهمات مصر لن تلبي تطلعاتهم

تجري محادثات حماس وفتح في ظل ظروف إقليمية صعبة، صحيح أن الفلسطينيين يشعرون بالحاجة إلى شبكة دعم عربية وشعبية ورسمية ، لكن هذه مشكلة لأن العديد من المرشحين العرب ، بما في ذلك مصر ، يركزون على أزماتهم الداخلية، علاوة على ذلك ، فإن التحالفات الإقليمية مع السعوديين والإماراتيين – مثل مصر – لها مصالح تتعارض مع مصالح تركيا

يسعى الفلسطينيون إلى إرساء دعم عربي وإقليمي قوي يمكّنهم ليس فقط من تنفيذ مخرجات اجتماعات بيروت وإسطنبول ، ولكن أيضًا من العمل على تطوير برنامج وطني شامل، ومن هنا تدرك القيادة السياسية الفلسطينية أن الوضع الإقليمي يمهد الطريق لمزيد من التسلل الخارجي الذي سيعزز الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية ويعيق جهود الدول العربية ، وخاصة مصر ، في تمكين القضية الفلسطينية، ومن المحتمل أن تملأ تركيا عندئذ الفراغ الناتج

شاهد أيضاً

كيف تستغل إيران الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل في جميع أنحاء الشرق الأوسط

بدأت وسائل الإعلام الموالية لإيران في الاهتمام بالاحتجاجات ضد إسرائيل التي اندلعت في الأردن. ويشير …