أخر الأخبار
الصفحة الأم / الإرهاب / حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية تستفز إسرائيل لإشعال نزاعٍ مسلَّح
حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية
حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية

حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية تستفز إسرائيل لإشعال نزاعٍ مسلَّح

نعت حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية محمد نعيم ، الإرهابي الذي قتل صباح الأحد أثناء محاولته زرع عبوة ناسفة على الحدود بين إسرائيل وغزة

وبالرَّغم من التَّنازلات الإسرائيلية الأخيرة للفلسطينيين في غزة ، صَعَّدَ الإرهابيون هجماتهم ضدَّ الدَّولة اليهودية خلال اليومين الماضيين ، وفى يوم الأحد زرع اثنان من نشطاء حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية عبوَّة ناسفة على الحدود بين إسرائيل وغزَّة، وشاهدهم الجنود الإسرائيليُّون وأطلقوا النَّار فقتلوا أحدهم وجَرحُوا الآخر، وباستخدام جرَّافة، استعاد الجيش الجثَّة للاحتفاظ بها كوسيلة ضغط في المفاوضات مع رجلين إسرائيليين وجثَّتي جنديين إسرائيليين محتجزين في الأَسْرِ

وطوال يومي الأحد والاثنين، أطلق الإرهابيون المتمركزون في غزة – وعلى رأسها حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية – عشرات الصواريخ عشوائياً على إسرائيل

وفي أعقاب هجوم صاروخي أوَّلي، ردَّت إسرائيل باستهداف البنية التحتية الإرهابية لـ «الجهاد الإسلامي في فلسطين في غزة” و”سوريا”، ومن النَّادر أن تستهدف إسرائيل قيادة حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية التي تتخذ من دمشق مقراً لها، وهي الوكيل الفلسطيني الرئيسي لإيران، كما يمكن النَّظر إلى الانتقام الإسرائيلي كجزء من حملتها الأوسع نطاقاً لإضعاف وتدمير العناصر المُوالية لإيران التي تسعى إلى ترسيخ مواقعها في سوريا

وتستعد إسرائيل لمواجهة تداعيات تصاعد الضَّربات ضد أهداف إيرانية في الدُّول المجاورة، وحَذَّر مستشار كبير للمرشد الأعلى الإيراني الشَّهر الماضي من أَنَّ إسرائيل ” ستندم ” على هجماتها التى ” لن تمُرَّ دون رد ” ، ويُشتبه في أن إسرائيل قد صَعَّدَتْ مؤخَّراً ضرباتها ضد وكلاء وشركاء إيران الذين يزدادون جرأةً حول الحدود الشرقية لسوريا وحتى داخل العراق نفسه، ممَّا يشير إلى تحول كبير في استراتيجية إسرائيل

وقد ركَّزت معظم الضَّربات الإسرائيلية ضِدَّ الحلفاء الإيرانيِّين في المنطقة على الميليشيات الشِّيعية العراقية أو حزب الله اللُّبناني، إنَّ استهداف قيادة “حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية في سوريا” يرسل إشارة قوية أخرى بأن خصوم إسرائيل ليسوا بمنأى عن الانتقام بغض النَّظر عن مكان إقامتهم

ومع تصعيد حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين من إطلاق الصواريخ، استهدفت إسرائيل عدة قواعد لـ ‘الجهاد الإسلامي في فلسطين في غزة’ بما في ذلك فريق أُفيد أنَّهُ أُنشِأ لإطلاق الصواريخ، وأُصِيبَ أربعةُ إرهابيين نتيجة لذلك، وطوال هذا التَأَجُّجْ، استهدفت إسرائيل بعناية البُنْيَة التَّحتية للمقاتلين وأفرادهم ، ممَّا لم يؤدِّ إلى أضرار جانبية مدنية حتى الآن، ومن ناحية أخرى، يستهدف الإرهابيون الفلسطينيون المدنيين الإسرائيليين دون تمييز في محاولة لنشر الخوف في المجتمع الإسرائيلي

وإلى جانب محاولة فرض المزيد من التَّنازلات من إسرائيل، فإن “حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية” مدفوع أيضاً بالديناميكيات التّنظيمية الداخلية، وفي الوقت الذي تواصل فيه إسرائيل وحماس السَّعيَ إلى وقف إطلاق النَّار على المدى الطَّويل، وذلك إلى حد كبير من خلال الوساطة المصرية، تشعر حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية بأنها مهمشة بين الحركة الوطنية الفلسطينية الأوسع نطاقاً، فتنظيم «حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية» إما يحاول إفساد المفاوضات الجارية استراتيجياً أو إجبار «حماس» على الدخول في حرب لا تريد خوضها ، أو كليهما، فالإرهاب الفلسطيني ضد الإسرائيليين غالباً ما يكون نتاجاً للإقتتال الداخلي بين الفصائل المتنافسة ، وهو التنافس على من يستطيع تحدِّي إسرائيل بأكبر قدر من الفعالية في محاولة لقيادة الدَّائرة الإنتخابية الفلسطينية

وفي نوفمبر، إغتالت إسرائيل زعيم «حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية» في غزة، بهاء أبو العطا، بعد أن دبَّرَ العديد من الهجمات ضد إسرائيل في ذلك العام، بما في ذلك وابل من الصواريخ في مايو، وعلى عكس حماس، فإن حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين ليست مسؤولة عن حكم قطاع غزة وترفض جهود حماس للتوصُّل إلى اتِّفاق طويل الأمد مع إسرائيل، وبعد عملية القتل المستهدف، أطلقت حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية أكثر من 360 صاروخاً على إسرائيل

وعلى غرار الجولة السَّابقة من القتال، اختارت «حماس» البقاء خارج الصِّراع هذا الأسبوع، وقد يؤدِّي هذا القرار إلى تآكل صورتها باعتبارها التَّحدي الرَّئيسي لإسرائيل وكشف عن صعوبة حماس في السيطرة على الأنشطة الإرهابية الفلسطينية المتنافسة في غزة، وبعيداً عن التَّحديات من داخل الحركة الوطنية الفلسطينية، تواجه «حماس» استياءً متزايداً من حكمها بين سكان غزة، الذي تقمعه بنشاط باستخدام وسائل وحشية

ولصرف انتباه جمهورها الإنتخابي وتحدِّي إسرائيل، تُحَدِّدُ «حماس» أيضاً وتيرة المظاهرات الحدودية شبه الأسبوعية التي تنطوي على هجمات عنيفة ومحاولات تسلل إرهابية، إنَّ مقتل أحد عناصر الجهاد الإسلامي في فلسطين الذي كان يخطط لتفجير جنود إسرائيليين هو آخر قتيل إرهابي على الحدود المتقلِّبة بين إسرائيل وغزة، في الفترة من مارس/آذار 2018 إلى منتصف عام 2019، قُتل ما يقرب من 187 فلسطينيًا على الحدود بين إسرائيل وغزة – 150 (80 في المائة) منهم أعضاء في منظمات إرهابية أو منتسبون إليها، وحوالي نصف القتلى إمَّا مرتبطون بحماس أو أعضاء كَامِلُو العضوية، وكانت العديد من الجماعات الأخرى منتسبة إلى جماعات فلسطينية متنافسة، بما في ذلك حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين

وإذا استمرَّت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين في إثارة عمليات انتقامية إسرائيلية، فقد يشعر قادة «حماس» كما لو أنّه لا يوجد خيار سوى الإنضمام إلى منافسيهم الفلسطينيين أو المخاطرة بأن يُنظر إليهم على أنهم متعاونون مع الإسرائيليِّين

وأفادت الأنباء أنه تمَّ الإتفاق على وقف لإطلاق النَّار في وقت متأخر من ليلة الاثنين ، ولكن بعد دقائق، بدأ الإرهابيون في إطلاق المزيد من الصَّواريخ على المجتمعات المحلية في جنوب إسرائيل، ولا تزال التَّوترات مرتفعة، حيث يُحَذِّرُ العديد من القادة الإسرائيليين من احتمال اندلاع حرب شاملة إذا استمر إطلاق الصواريخ

ظلَّت المدارس مغلقة فى جنوب اسرائيل اليوم الثلاثاء مع سريان هدنة مهتزة

شاهد أيضاً

كيف يمكن أن تؤدي الحرب بين إسرائيل وحزب الله إلى صراع أوسع نطاقا

كثفت إسرائيل قصفها للبنان، حيث ضربت ما تقول إنها مئات المواقع المرتبطة بجماعة حزب الله …