أخر الأخبار
الصفحة الأم / أخبار / دعوة مُذيع قناة الجزيرة لاغتيال القادة العرب تَحُولُ دون عقاب!!
دعوة مذيع قناة الجزيرة لاغتيال القادة العرب تَحُولُ دون عقاب
دعوة مذيع قناة الجزيرة لاغتيال القادة العرب تَحُولُ دون عقاب

دعوة مُذيع قناة الجزيرة لاغتيال القادة العرب تَحُولُ دون عقاب!!

تُصور شبكة الجزيرة القطرية الإخبارية نفسها على أنها منصَّة لحريَّة التَّعبير في الشَّرق الأوسط، ولكن منذ تأسيسها في عام 1997، اكتسبت سمعة سيِّئة كمُنفِّذ مستعد لبث وجهات نظر المتطرِّفين الإسلاميِّين والجهاديِّين، وغالباً ما كانت أوَّل من يتلقَّى بيانات وأشرطة فيديو لتنظيم القاعدة، بما في ذلك تلك التي أدلى بها المؤسِّس أسامة بن لادن

رَوَّجَتْ الشَّبكة القطرية للحركات الإسلاميَّة خلال ثورات الرَّبيع العربي في 2011-2012، فقد دعمت أجندات الإسلاميين في الشرق الأوسط، لا سيما تلك المرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين، دفع انحياز الشَّبكة المؤيد لـ «الإخوان» أكثر من 20 موظفاً من الجزيرة إلى الاستقالة في عام 2013 احتجاجاً على ذلك

وهذه الخلفية ذات صلة في فهم رد فعل مذيع قناة الجزيرة الشَّهر الماضي على خطَّة السَّلام الأمريكيَّة الجديدة، التي أُطلق عليها إسم “صفقة القرن

     وحضر سفراء الإمارات العربية المتحدة وعمان والبحرين مؤتمرا صحفيا أعلن فيه الرَّئيس دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن الخطة

     وسأل كبير مذيعي قناة الجزيرة جمال ريان متابعيه على تويتر عمَّا إذا كان ينبغي اغتيال القادة العرب الذين أيدوا الصفقة

     “بعد أن كَشَفَتْ صفقة القرن عن وجود شخصيات عربية، هل توافق على أن تشكِّل الفصائل الفلسطينيَّة وحدات خاصَّة مدرَّبة تدريباً عالياً “للتعامل” مع شخصيات الدول العربية التي تعمل على إحباط حركة التحرير الفلسطينية من أجل توقيف هذه البلدان؟ رأيكم مهم”

     ما حدث بعد ذلك يظهر أن سياسة الجزيرة المتساهلة تجاه التحريض على الإرهاب تتجاوز الضيوف الذين تستضيفهم، ولم تعلِّق الشَّبكة على الخطاب المُحرِّض لمذيعها

     حذف ريان سؤاله عن القادة العرب في أعقاب رد فعل عنيف من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي الذين اتَّهموه هو وقناة الجزيرة بالتحريض على الاغتيالات والإرهاب وتأييدها، تَصَدَّرَ هاشتاغ بعنوان “جمال ريان يحرض على الإرهاب“، موقع تويتر

     ولم يُدْلِ ريان بأي تعليق آخر حول تغريدته، لكنه نَشَرَ بيانًا يشكر فيه “جميع المتابعين المحترمين الذين اهتمُّوا بحالتي الصحية وصلواتهم من أجل الشفاء السّريع بسبب كسر صغير في ساقي، بسبب جدولي المزدحم نتيجة للعلاج الطبيعي لن أكون قادرًا على التَّغريدِ على تويتر حتى إشعار آخر، وداعاً

     لكنه واصل التَّغريدَ في اليوم التَّالي قائلاً: مثل الصقر ، سأبقى فوق صراع الغاب ، انا اعرف اني لو أهوي ، سيحاول سحقي اصغر ناب ، في غاب اصغر ما فيه ذئاب #فلسطين #السعودية #الامارات #الخليج #مصر #قطر #المغرب_العربي

     إتَّهمته قناة العربية وغيرها من وسائل الإعلام العربية بتزوير إصابته لتجنب الإحراج النَّاجم عن تحريضه العلني على الاغتيالات، ومع ذلك، التزمت الجزيرة الصَّمت بشأن الحَدَثِ بأكمله، ولم يكن ريان منضبطاً، وفي وقت لاحق، نَشَرَ شريط فيديو بكى فيه وألقى بِاللَّومِ على المملكة العربية السُّعودية والإمارات العربية المتَّحدة في اقتراح السلام الأمريكي، كما قدَّم ادِّعاءًا لا أساس له بأن رئيس الوزراء البريطاني السَّابق توني بلير كان “الأب الرُّوحي وراء هذه الصفقة”

     لماذا يا دولة الإمارات؟ لماذا يا المملكة العربية السعودية؟” قال وهو يبكي، “لم يُصَوِّب الشَّعب الفلسطيني أسلحته نحو السُّعوديين أو الإماراتيين، نحن (الفلسطينيون) لدينا قضية، الفلسطينيون يقاتلون منذ 70 عاماً وهم يُصَوِّبُونَ بنادقهم نحو العدوِّ الذي احتلَّ أراضيهم وهم ليسوا في عجلة من أمرهم لاستعادة أراضيهم لأننا سنقاوم وسينجحون”

     وردّا على سؤال ريان حول الاغتيالات، تقدَّم محامٍ مصريٍّ سابق أمام المحكمة العليا في البلاد بشكوى، قائلاً إن تعليقاته تحرِّض على الإرهاب، وَوَصَفَتِ الشَّكوى ريان بأنه فلسطينيٌّ ذو موقفٍ عدائيٍ ضدَّ مصر ويتلقى تمويلاً كبيراً من المخابرات القطرية

     واستطلاع ريان الغير الرسمي حول خطة السلام الأميركية ليس المرة الأولى التي تسأل فيها الشبكة التلفزيونية المشاهدين عَمَّا إذا كانوا يؤيدون الهجمات الإرهابيّة، هل تؤيدون تفجيرات القاعدة في الجزائر؟ كان هذا ما قاله استطلاع للجزيرة في 2007 وقالت أغلبية، 54 في المائة ، أنهم فعلوا ذلك

    في عام 2011، أصدر مضيف الجزيرة الشَّهير الشيخ يوسف القرضاوي ، الذي كان يعتبر الزَّعيم الرُّوحي لجماعة الإخوان المسلمين، فتوى خلال برنامجه الأسبوعي “الشريعة والحياة”، يحث أتباعه على قتل الرئيس اللِّيبي السابق معمر القذافي

     وقال القرضاوي كل من يستطيع إطلاق رصاصة عليه لتخليص الشعب والوطن منه، عليه أن يفعل ذلك

     وكان العديد من المصريِّين حذرين بشكل خاص من المتشدِّدين الفلسطينيِّين منذ عام 1978، عندما اغتالت منظمة أبو نضال الإرهابية الرِّوائي المصري المؤيِّد للسَّلام ووزير الثقافة يوسف السباعي، وانظمَّ السِّباعي إلى الرَّئيس أنور السَادات في زيارته التاريخية إلى القدس في 1977 قبل أن يوقِّعَ اتِّفاقاتِ كامب ديفيد، لذا فإنَّ دعوة أحد كبار مذيعي قناة الجزيرة للإرهابيين الفلسطينيين لاغتيال القادة العرب المؤيدين للسلام سوف تثير بعض الذكريات السيئة

     وفي تغريدة أخرى في وقت سابق من هذا الشهر، نشر ريان مقطع فيديو لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف وهو يعلِّق على خطَّة السَّلام الأمريكية، وَكَتَبَ أَنَّ ظريف الإيراني “يتحدث العربية بشكل أفضل من العديد من الوزراء العرب”

     وقال ظريف في الفيديو إنَّ الفلسطينيِّين سيهزمون الإرادة الأمريكية الصهيونية بمحض إرادتهم … إيران ترفض رفضا قاطعا ما يسمى بصفقة القرن لأنها تهدف إلى تبديد القضيَّة والحقوق والمقدسات، وستبقى القدس عاصمة فلسطين التي نتطلع إلى تحريرها الكامل”

     يُمَجِّدُ ريان مراراً وتكراراً رئيس الراديكالية الإسلامية الترُّكي رجب طيب أردوغان، وقد نشر شريط فيديو الشهر الماضي يظهر أردوغان وهو يتلو آياتٍ من القرآن، وكتب رَيان “هذا هو زعيم الأُمَّة الإسلامية”، “الجميع يحيِّي زعيم الأمّة الإسلامية رجب طيب أردوغان”

     كما دفعت قناة الجزيرة وفرعها على الإنترنت الجزيرة بلس” برسائل معادية للسَّامية، وفي مايو الماضي، بثَّت الشَّبكة شريط فيديو تتساءل فيه عن عدد اليهود الذين قتلوا في المحرقة

     قالت الرَّاوية مُنَى حوَّة إنَّ عدد ضحايا الهولوكوست لا يزال واحداً من أبرز المناقشات التاريخية حتَى يومنا هذا، وتابعت تقول “إسرائيل هي المُنتصِر الأكبر من الهولوكوست، وتستخدم نفس التَّبريرات النَّازية كمنصَة انطلاق للتَّطهير العنصري وإبادة الفلسطينيين

     في أعقاب الانتقادات، أزالت الجزيرة بلس الفيديو وأوقفت إثنين من الصَّحفيِين الذين شاركوا في إنتاجه، هذا الإجراء التأديبي يضفي بالقلق على عدم وجود أي عقوبة ضد ريان، وهو يواصل هجومه على الإنترنت ضد أي مبادرة سلام، ويبدو حُراً في الدَّعوة إلى اغتيال القادة العرب المشاركين في أي مبادرة

شاهد أيضاً

إيران تؤكد لحماس استمرار دعمها بينما يزور هنية طهران

أعلن المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي خلال اجتماع يوم الثلاثاء مع إسماعيل هنية، …