أخر الأخبار
الصفحة الأم / أخبار / القبائل الليبية قلقة من هيمنة الإخوان على محادثات تونس

القبائل الليبية قلقة من هيمنة الإخوان على محادثات تونس

أظهرت قائمة المشاركين المسربة أن 42 من 75 شخصية مدعوة ينتمون إلى جماعة الإخوان المسلمين

في خطوة استباقية قبل الحوار الليبي بين الليبيين المقرر أن يبدأ في 9 نوفمبر في تونس ، حذرت القبائل الليبية من تحويل المحادثات إلى منصة لتمرير أجندات الإخوان المسلمين وإعادة تدوير هيمنتها على السلطة في ليبيا تحت غطاء هذا، وقت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا التي ترعى الحوار

وهز التحذير الذي رافقه الإعلان عن رفض بعض الشخصيات الليبية المشاركة في هذا المنتدى ، المعادلات السياسية المتذبذبة التي تحكم مسارات تنظيم هذا الحوار الذي يفترض بنتائجه ترسيخ التفاهمات السياسية والعسكرية التي تم التوصل إليها، في اجتماعات بوزنيقة بالمغرب واجتماعات 5 + 5 في جنيف

كما أثار الكثير من الشكوك والمخاوف من أن ينتهي المطاف بمنتدى تونس في دائرة مفرغة تمنعه ​​من تحقيق اختراق جاد ينهي الجمود السياسي الحالي الذي عمقته أجندات وحسابات إقليمية ودولية متناقضة تتعلق بالمصالح الإستراتيجية، من القوى المؤثرة في الملف الليبي

أكد عبد الكريم الهرمي المستشار الدبلوماسي للرئيس التونسي قيس سعيد ، أن بلاده أكملت جميع الإستعدادات لاستضافة منتدى الحوار السياسي الليبي ، معربا عن أمله في أن يرسي هذا المنتدى أسس السلام والأمن ويطلق مسار سياسي شامل ينتهي به المطاف بحالة الإقتتال والفوضى في ليبيا

وأشار الهرمي إلى أن بلاده “لا تتعامل مع الوضع في ليبيا من منطلق الرغبة في التمركز أو التأثير على القرارات أو التنافس مع الدول الأخرى ، بل حرصا منها على أن يتغلب الليبيون على الوضع الراهن في أسرع وقت ممكن، حتى يتمكنوا من الإستمتاع بحياتهم والتطلع إلى المستقبل بتفاؤل أكبر “

إلا أن لهجة هيرمي المتفائلة ، والتي تزامنت مع تفاؤل مماثل عبرت عنه ستيفاني ويليامز ، القائم بأعمال رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ، لم تجد صدى لدى القبائل الليبية التي لعبت دورها ونفوذها في تشكيل المشهد السياسي الليبي بكل توازناته، ولا يمكن تجاهله

وتجلى ذلك من خلال المواقف التي اتخذها المجلس الأعلى لمشايخ وأعيان ليبيا والمجلس الأعلى للقبائل والمدن الليبية ، إضافة إلى إعلان عدد من النواب رفضهم المشاركة في هذا المنتدى لأسباب توجب القيام بذلك، مع مخاوف جدية من استخدام المنتدى لتمرير أجندات الإخوان المسلمين على حساب مصالح الشعب الليبي

وفي هذا السياق ، أكد محمد المصباحي ، رئيس مكتب المجلس الأعلى لمشايخ وأعيان ليبيا ، أن المجلس “يرفض تزوير أجندة الإخوان المسلمين في ليبيا من خلال البعثة الأممية”

يعتبر المجلس الأعلى لمشايخ وأعيان ليبيا – الذي تأسس في العزيزية عام 2014 وعقد أول اجتماع عام له في مدينة سلوق عام 2015 – من الهيئات المهمة والمؤثرة في المشهد الليبي حيث يضم العديد من القبائل الليبية والمدن، ويهدف إلى رأب الصدع الليبي وإنهاء الإقتتال ومحاربة كافة أشكال الإرهاب والميليشيات

وقال مصباحي إن المجلس الأعلى لمشايخ وأعيان ليبيا “لم يعترض على الإجتماع الليبي” ، لكنه “يعترض على الطريقة المخادعة لتشويه إرادة الليبيين من خلال بعثة الأمم المتحدة من أجل تمرير جدول أعمال الإخوان المسلمون في ليبيا بدعوتهم للمنتدى أفراد مثيرون للجدل بعضهم من قيادات الإخوان المسلمين المعروفين “

أعلنت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا في وقت سابق أنها دعت 75 شخصًا من ليبيا يمثلون الطيف السياسي والإجتماعي للمجتمع الليبي للمشاركة في الإجتماع الأول في تونس لمنتدى الحوار السياسي الليبي ، والذي سيعقد بناءً على نتائج مؤتمر برلين حول ليبيا ، الذي وافق عليه مجلس الأمن الدولي

تم تسريب قائمة المشاركين واتضح أن 42 من 75 شخصية مدعوة ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين ، مما دفع المجلس الأعلى للقبائل والمدن الليبية للتعبير عن رفضه لما وصفه بـ “أسلوب بعثة الأمم المتحدة في الإقصاء والتهميش والمحسوبية “

وندد المجلس في بيانه بما وصفه بـ “هيمنة المنظمات الإسلامية وحلفائها على قائمة المدعوين للحوار ، فيما تم استبعاد الفاعلين الوطنيين والمكونات الاجتماعية المؤثرة”

اعتبر المجلس أن اختيار بعثة الأمم المتحدة للمشاركين في منتدى تونس – ومن بينهم بعض الشخصيات المعروفة “الذين يعيشون في الخارج وليس لديهم قواعد في الداخل ، وعشرات المتطرفين ، وحتى الأشخاص المعروفين بممارسة الإرهاب ومناصرته” – لا يمكن إلا أن يكونوا “استخفافاً تاماً بتضحيات الشعب الليبي في مواجهة الإرهاب”

وأخيراً ، حذر المجلس من أن “سوء الإعداد والتخطيط للمؤتمر ينذر بفشل جديد للعملية السياسية” ، الأمر الذي من شأنه أن يقود البلاد إلى مرحلة أخرى وصفها بـ “الكئيبة” ، في حين أعلن “رفضه لانعقاد مؤتمر تونس” من حيث الطريقة والأشخاص الذين دعتهم بعثة الأمم المتحدة ، وعدم شرعية هذا المؤتمر ، وأعلن “رفضه لمخرجاته”

فيما بدا أنه رد على هذه الإنتقادات والتحذيرات ، قالت ستيفاني ويليامز إن بعثة الأمم المتحدة “تريد أن يكون الحوار الليبي على مستوى المسؤولية التاريخية … وأن ما يهم الشعب الليبي هو ما سينتج عن المرحلة التالية”، الإجتماع في تونس وليس من سيشارك فيه ” إلا أن البرلماني الليبي ، مصباح دوما وحيدة ، الذي تلقى دعوة للمشاركة في منتدى تونس ، أعرب عن مخاوفه من أن “ينتج عن هذا المنتدى اتفاق يعيد الأزمة الليبية إلى المربع الأول من الإنقسام ويضع الليبيين في حالة الإرتباك الذي قد يستمر لعدة سنوات أخرى”

شاهد أيضاً

كيف تستغل إيران الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل في جميع أنحاء الشرق الأوسط

بدأت وسائل الإعلام الموالية لإيران في الاهتمام بالاحتجاجات ضد إسرائيل التي اندلعت في الأردن. ويشير …