أخر الأخبار
الصفحة الأم / أخبار / فُرص دبلوماسية جديدة أمام إسرائيل في أفريقيا
التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس التشادي إدريس ديبي الشهر الماضي

فُرص دبلوماسية جديدة أمام إسرائيل في أفريقيا

     في حين أن الضجة حول “صفقة القرن” التي أبرمتها إدارة ترامب لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قد هيمنت على الاهتمام والإعلام، فقد استجابت بعض الدول الرئيسية ذات الأغلبية المسلمة، بما في ذلك المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين وعمان ايجابيا وفي الواقع، وتمكنت إسرائيل من بناء علاقات جيدة مع العديد من البلدان الإسلامية في السنوات الأخيرة، وغالباً ما كانت خلف الكواليس

     كما يمتد القبول الحار لإسرائيل ليشمل أفريقيا

لدى إسرائيل ورقة تلعبها، خاصة في منطقة الساحل – حيث يقع جزء من الأرض مباشرة جنوب الصحراء الكبرى ويمتد عبر القارة الأفريقية وأصبح الإرهاب من الجماعات الجهادية مثل تنظيم الدولة الإسلامية”داعش” وتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وبوكو حرام أولوية قصوى لبلدان هناك، مثل مالي والنيجر وتشاد وبوركينا فاسو ونيجيريا

      ويبدو أن الاحتياجات الأمنية كانت جزءاً من جدول الأعمال قبل عام ، عندما أعاد بنيامين نتنياهو العلاقات الدبلوماسية مع تشاد وأصبح أول رئيس وزراء إسرائيلي يزور البلاد

     وقال نتنياهو” إن “هناك الكثير الذي يمكننا القيام به معاً، وناقشنا كيفية تعميق تعاوننا في كل مجال بدءاً بالأمن، ولكن أيضاً بالزراعة والغذاء والمياه والطاقة والصحة وغيرها الكثير وأعتقد أن هذا التعاون سيبني مستقبلا أفضل وأكثر أمنا وازدهارا لشعبينا”

     وبعد استعادة العلاقات الدبلوماسية، لم تُهدر إسرائيل أي وقت في إرسال وفود تجارية كبيرة للاستفادة من الانفتاح على سوق جديدة للصناعة والخدمات الإسرائيلية

     وكان آخر تقدّم لإسرائيل في 3 فبراير، عندما عقد نتنياهو اجتماعاً “سرياً” في أوغندا مع الزعيم السوداني عبد الفتاح البرهان ولم يبلّغ البرهان حكومته بالاجتماع خوفاً من أن يتعرض لضغوط لإلغاء الاجتماع وتحاول السودان إقناع الولايات المتحدة بشطبها من قائمة الدول الرَّاعية للإرهاب، واستعادة البرهان للعلاقات مع حليف رئيسي للولايات المتحدة قد تُجدي نفعا

     وقد ساعدت دولة الإمارات العربية المتّحدة، التي كانت مؤخرا أنشط حليف في العالم العربي على فتح الأبواب أمام إسرائيل في العالم الاسلامي، في إقامة هذا الاجتماع

     كما أن دور أوغندا كمضيفة للاجتماع يبرز التعاون الوثيق بينها وبين إسرائيل وللإثبات، أُلقي القبض على عميل لبناني لحزب الله في عنتيبي في يوليو الماضي في عملية مشتركة بين أوغندا وإسرائيل وقد أمره «حزب الله» بتحديد أهداف أمريكية وإسرائيلية محتملة في أوغندا والمنطقة، وتجنيد لبنانيين يعيشون في أوغندا للقيام بعمليات «حزب الله»، من الإرهاب إلى التمويل إلى جمع المعلومات الاستخباراتية

     تجدر الإشارة إلى أن إسرائيل لها تاريخ صداقة طويل مع رئيس الكاميرون “بول بيا” حيث قدمت له النصح لعقود من الزمن حول تكنولوجيا اعتراض الاتصالات والأمن الشخصي  كما أنشأت إسرائيل كَتيبة التدخل السّريع التي تعتبر أساسية لأمن الكاميرون وتواصل تدريب قوات النخبة التابعة لها ومن المُثير للاهتمام أن العلاقات الجيّدة لم تمنع التّشدُّق المُعادي للسّامية في العام الماضي من قبل وزير كاميروني الذي أعلن أن إبادة اليهود على يد ألمانيا النازية كانت بسبب “غطرستهم” وسرعان ما أدانت الحكومة الكاميرونية بيان الوزير

     وفي الوقت نفسه، تضم رواندا سفارة إسرائيلية جديدة، وهي السفارة الحادية عشرة في أفريقيا وتتعاون الدّولتان فى مجالات الزراعة والتكنولوجيا والأمن فعلى سبيل المثال، قامت الوكالة الإسرائيلية الخارجية، من خلال جهازها للتعاون الإنمائي الدولي، “ماشاف”، ببناء مركز زراعي للتميز في رواندا

     من خلال المركز، سيتم تدريب المئات من المزارعين والناس الذين يعملون في الزراعة في رواندا ، وسيكونون في وضع يسمح لهم بالحصول على نوعية أكثر بكثير ، وكمية أكبر بكثير ، وقبل كل شيء ، فإنه سيجلب المزيد من الدخل للشعب ، صرّحَ بذلك”يوفال روتيم” المدير العام لوزارة الشّؤون الإسرائيلية لوكالة الأنباء الرواندية

     وأخيراً وليس آخراً، كان للمغرب، وهو بلد عربي، علاقة وثيقة تاريخياً مع إسرائيل بسبب جاليته اليهودية الكبيرة وللبرهان على ذلك، فإن ما كُشف عنه قبل ثلاث سنوات محير للعقل، من أن إسرائيل لديها إلى حد كبير المغرب لشكره على انتصاره في حرب الأيام الستة عام 1967 وكان العاهل المغربي الملك الحسن قد سَرَّبَ إلى إسرائيل في عام 1965 تسجيلات لاجتماع رئيسي بين القادة العرب حول ما إذا كانوا مستعدين للحرب ضد إسرائيل إلّا أن البلدين لا يتمتعان بعلاقات دبلوماسية رسمية

     عندما فاز حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه الإخوان المسلمون بالسيطرة على البرلمان في عام 2011، دفع هذا الحزب ببند متشدّد ضد إسرائيل وجعل القضية الفلسطينية على رأس أولوياته ومنذ ذلك الحين من الصّعب على أي مغربي أن يعرب عن أي دعم للدولة اليهودية أو زيارتها: فقد أوضح صحفي مغربي خلال زيارة إلى إسرائيل أن إظهار أي نوع من الدعم لإسرائيل أو حتى زيارة البلاد يمكن أن يؤدي إلى النبذ وحتى إلى التَّهديد بالقتل

     على سبيل المثال، عندما كانت محطة إذاعية مغربية،ميدي أن، لديها الشجاعة في العام الماضي على موقعها الإلكتروني لوصف فلسطيني قتل جنديين إسرائيليين بأنه إرهابي، كان عليها أن تغير العنوان الرئيسي تحت الضغط وللتخفيف من هذا السلوك العدواني الإسلامي تجاه إسرائيل، حافظ الملك محمد السادس، وفقاً لتقليد والده وجده، على موقف صداقة وود تجاه إسرائيل الآن هناك تقارير تفيد بأن المغرب سيطبع علاقاته مع إسرائيل مقابل اعتراف الولايات المتحدة بالسيادة المغربية في الصحراء الغربية المحتلة

     لا تزال هناك الكثير من الضّغينة تجاه إسرائيل في أفريقيا استدعت جنوب أفريقيا سفيرها لدى إسرائيل في عام 2018، وخَفَّضَتْ العام الماضي مستوى العلاقات الدبلوماسية احتجاجًا على ردّ إسرائيل على المظاهرات العنيفة التي نظمتها حماس على حدود غزة

     ولكن الاتجاه نحو القبول الحار للعلاقة بين بعض البلدان في القارّة والدَّولة اليهودية يبعث على أمل إلى حدّ كبير

شاهد أيضاً

كيف تستغل إيران الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل في جميع أنحاء الشرق الأوسط

بدأت وسائل الإعلام الموالية لإيران في الاهتمام بالاحتجاجات ضد إسرائيل التي اندلعت في الأردن. ويشير …