استضافت دولة قطر مؤخرًا مؤتمر مصالحة بين الحكومة الأفغانية وطالبان برعاية أمريكية، فوجئ العديد من مراقبي السياسة الأفغانية باكتشافهم أن الولايات المتحدة تتفاوض مباشرة مع منظمة إرهابية مثل طالبان
أثار هذا نقاشًا حيويًا حول أوجه التشابه والإختلاف بين طالبان والجماعات المتطرفة الأخرى التي لا تتفاوض معها الولايات المتحدة. يشير الإجماع النابع من هذا النقاش إلى أن طالبان تختلف عن بقية إخوانها المتطرفين لسببين رئيسيين
أولاً ، صعدت حكومة طالبان إلى السلطة كرد مباشر على الوجود الأمريكي في البلاد ، ويُنظر إلى الولايات المتحدة على أنها القوة المحتلة
ومع ذلك ، فإن هذا التفسير ليس مقنعًا تمامًا لأن الولايات المتحدة يمكن اعتبارها أيضًا محتلاً في العراق ، ومع ذلك فهي لم تتفاوض مع القاعدة أو داعش ، وهما حركتان نشأتا في البلاد، يقودنا هذا إلى السبب الثاني: وهو الإختلاف في البيئة الإجتماعية السياسية التي أدت إلى ظهور طالبان
في حين أن القاعدة وداعش منظمتان متطرفتان مغلقتان نمت قوتهما من خلال الإستيلاء بالقوة على تجمعات كبيرة من السكان ، فإن طالبان هي حركة مدعومة على نطاق واسع في أفغانستان، وهي تحظى بدعم الجمهور الأفغاني
وتحديداً تمنع طالبان قتل المدنيين الذين لا يشاركون في القتال وينتمي معظم أفرادها إلى طائفة البشتون التي تمثل حوالي 40٪ من سكان أفغانستان أي ما يقارب 15 مليون نسمة
الحقيقة هي أن البيئة القومية والقبلية والدينية التي تتجذر فيها طالبان جعلت من المستحيل القضاء عليها، بينما يمكن تهميش الجماعات الدينية المتطرفة مثل الإخوان المسلمين أو القاعدة أو داعش والقضاء عليها ، فإن طالبان جزء لا يتجزأ من المجتمع الأفغاني
مثلما لم تنجح سياسة القبضة الحديدية التركية في القضاء على المنظمات المسلحة الكردية ، التي تتمتع بدعم أمة بأكملها ، كذلك ، لا تستطيع الولايات المتحدة ببساطة محو طالبان
تدور التحديات التي تواجه حوارات الدوحة (المثيرة وتستحق المزيد من الإهتمام) حاليًا حول صفقة تبادل أسرى بين الولايات المتحدة وطالبان
نقطة خلاف أخرى هي هوية الدولة الأفغانية ، حيث تصر طالبان على أنها إسلامية ، بينما تطالب الولايات المتحدة بمزيد من الحرية للمجموعات المنبوذة ، بما في ذلك النساء، الوقت وحده هو الذي سيحدد ما قد تؤدي إليه هذه المحادثات
