طالبان الأفغانية – أحد أكثر الأنظمة الإسلامية تشددًا في العالم – ربما تفكر في موقفها تجاه دولة إسرائيل
تحدث مسؤول أفغاني سابق يعيش في كابول، وشارك في مناقشات مع صناع القرار ووزراء من داخل حكومة طالبان
لم يتم الكشف عن اسمه حفاظا على سلامته لتمكينه من التحدث بحرية عن رؤيته لمستقبل العلاقات بين أفغانستان وإسرائيل
وقال المصدر “في المراحل الأولية، هم مهتمون بإقامة علاقات سرية مع نية رؤية هذه المفاوضات تؤتي ثمارها في سنوات أو حتى عقد”. ومع ذلك، فإن الهدف النهائي لهذا الجهد من داخل طالبان هو التوصل إلى اتفاق ثنائي بين إسرائيل وأفغانستان
وقال المصدر إنه من المهم أن نفهم أن هذه السياسة لا تمثل توجهاً رسمياً من حكومة طالبان، بل هي رأي يتبناه أفراد داخل الحركة
سيطرت طالبان على أفغانستان في صيف عام 2021، إيذانا بنهاية الحرب التي استمرت قرابة 20 عامًا والتي بدأت عندما شن تحالف عسكري بقيادة الولايات المتحدة غزوًا للبلاد
الفصيل الذي يدعم هذا الإتجاه السياسي هو حوالي 200 فرد من مختلف مستويات الجماعة الإسلامية، بما في ذلك كبار المسؤولين
“إنهم يريدون تقوية نظامهم والحفاظ عليه. لذلك هم بحاجة إلى تكوين علاقات قوية مع القوى العظمى في المنطقة، ويرون في إسرائيل مؤثرًا قويًا”
وتابع المصدر في حديثه أنه على اتصال بناشط إسرائيلي
ورداً على أسئلة حول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، أشار المصدر إلى اتفاقيات إبراهيم الموقعة في السنوات الأخيرة بين الدول الإسلامية السنية وإسرائيل، بدعم من الولايات المتحدة
وأشار إلى أن “بعض الدول الإسلامية أقامت علاقات مع إسرائيل لأن ذلك يصب في مصلحتها الوطنية، ولنا أيضًا مصلحتنا الوطنية”
والبحرين والإمارات العربية المتحدة والمغرب والسودان أطراف في اتفاقيات إبراهيم لتطبيع العلاقات مع إسرائيل
تم التوصل مع وزارة الخارجية الإسرائيلية بشأن موقفها من إقامة علاقات مع حكومة طالبان الأفغانية، لكنها لم تتلق ردًا في الوقت المناسب للنشر
قبل شهر قناة الجزيرة الدكتور محمد نعيم، المتحدث باسم المكتب السياسي لإمارة أفغانستان الإسلامية، ما إذا كانت طالبان تستبعد إقامة علاقات مع إسرائيل
وكان رده “ما هي مشكلتنا مع إسرائيل؟ الشيء التالي الذي سيسأله أحدهم عما إذا كنا على استعداد لإجراء حوار مع المريخ”
قبل أكثر من عام بقليل في سبتمبر 2021، أخبر ذبيح الله مجاهد، المتحدث باسم طالبان، وسائل الإعلام الروسية سبوتنيك أن طالبان سعت لإقامة علاقات مع الولايات المتحدة ودول أخرى في العالم، لكنها استبعدت الاتصالات الدبلوماسية مع إسرائيل
لكن منذ ذلك الوقت، خفف الممثل من لهجته
“في الخمسين عامًا الماضية … قام العرب والإيرانيون بتسميم عقول شعوبنا ضد إسرائيل بدعاية مفادها أن إسرائيل هي عدونا الرئيسي في العالم … لا يمكن لأحد أن يجرؤ على الحديث عن إسرائيل وأي شراكة خوفًا من أن تكلفهم حياتهم، مكانة اجتماعية أو مهنة سياسية “
هل يمكن أن تشير مثل هذه الكلمات إلى ذوبان الجليد المحتمل في المستقبل؟
