قال وزير الخارجية السعودي ، إن العلاقات الدبلوماسية أعيدت بين قطر وأربع دول عربية فرضت حظراً عليها منذ ثلاث سنوات
قال الأمير فيصل بن فرهاد للصحفيين إن الدولتين اتفقتا على “تنحية خلافاتنا تماما جانبا” خلال قمة مجلس التعاون الخليجي يوم الثلاثاء
في وقت سابق ، احتضن ولي العهد السعودي أمير قطر علنًا
وقطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر العلاقات مع قطر عام 2017 متهمة إياها بدعم الإرهاب
ونفت الدولة الصغيرة الغنية بالغاز والنفط هذا الإتهام ورفضت شروط إنهاء الحصار الجزئي ، بما في ذلك إغلاق قناة الجزيرة ومقرها الدوحة وتقييد العلاقات مع إيران
في الأشهر الأخيرة ، كثف الوسطاء الكويتيون والأمريكيون جهودهم لإنهاء المواجهة
ووقع قادة الدول الست الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي في قمة الثلاثاء في العلا السعودي ، اتفاقية قال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إنها تؤكد “تضامننا واستقرارنا الخليجي والعربي والإسلامي”
وأضاف أن “هناك حاجة ماسة اليوم لتوحيد جهودنا للنهوض بمنطقتنا ومواجهة التحديات التي تحيط بنا ، لا سيما التهديدات التي يمثلها برنامج النظام الإيراني النووي والصواريخ البالستية وخططه للتخريب والتدمير”
وفي وقت لاحق قال الأمير فيصل في مؤتمر صحفي: “ما حدث اليوم هو .. طيّ الصفحة في كل نقاط الخلاف والعودة الكاملة للعلاقات الدبلوماسية”
ووافقت السعودية ، مساء الإثنين ، على إعادة فتح حدودها البرية والبحرية وأجوائها أمام قطر
لقد تطلب رفع الحظر المفروض على قطر شهورًا من الدبلوماسية الصبر والمضنية ، معظمها من الكويت ، ولكن مع حث متزايد من البيت الأبيض مع اقتراب رئاسة ترامب من نهايتها
كان “الحصار” الذي دام ثلاثة أعوام ونصف العام مكلفًا للغاية للإقتصاد القطري ولمفهوم الوحدة الخليجية، لن يغفر القطريون أو ينسوا على عجل ما يرونه طعنة في الظهر من جيرانهم الخليجيين
لكن بعيدًا عن الخطاب الدبلوماسي ، فإن دولة واحدة على وجه الخصوص – الإمارات العربية المتحدة – لديها شكوك كبيرة في أن قطر ستغير أساليبها بالفعل. بينما تنفي قطر دعم الإرهاب ، فقد دعمت الحركات الإسلامية السياسية في غزة وليبيا وأماكن أخرى ، ولا سيما جماعة الإخوان المسلمين العابرة للحدود التي تعتبرها الإمارات العربية المتحدة تهديدًا وجوديًا لملكيتها
في هذه الأثناء ، دفع الحظر ، إن وجد ، قطر أقرب إلى أعداء المملكة العربية السعودية الأيديولوجيين: تركيا وإيران
عن ماذا كان الخلاف؟
لطالما مارست قطر سياسة خارجية طموحة ذات أولويات مختلفة عن بعض دول الخليج الأخرى ، لكن هناك قضيتان رئيسيتان أثارتا غضب جيرانها في العقد الماضي
الأول هو دعم قطر للإسلاميين، تقر قطر بتقديم المساعدة للجماعات الإسلامية التي تم تصنيفها على أنها منظمات إرهابية من قبل بعض جيرانها ، ولا سيما جماعة الإخوان المسلمين، لكنها تنفي مساعدة الجماعات الجهادية مثل القاعدة أو الدولة الإسلامية (داعش)
القضية الرئيسية الأخرى هي علاقات قطر مع إيران ، التي تشترك معها في أكبر حقل غاز في العالم. القوة المسلمة الشيعية هي المنافس الإقليمي الرئيسي للمملكة العربية السعودية
من قطع العلاقات مع قطر؟
في يونيو 2017 ، قطعت المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين ومصر جميع العلاقات الدبلوماسية والتجارية
تم إغلاق الحدود البرية الوحيدة لقطر، ومنع السفن التي ترفع العلم القطري أو التي تخدم قطر من الرسو في العديد من الموانئ، وتم إغلاق الكثير من المجال الجوي للمنطقة أمام الطائرات القطرية
وقدمت الدول إلى قطر 13 مطلبًا كشرط لإنهاء الحصار، وشملت إغلاق قناة الجزيرة وغيرها من المنافذ الإخبارية التي تمولها قطر ، وخفض العلاقات الدبلوماسية مع إيران ، وإغلاق قاعدة عسكرية تركية في قطر ، وإنهاء “التدخل” في الشؤون الداخلية للدول الأخرى
ورفضت قطر الإمتثال ، قائلة إنها لن توافق على “التنازل” عن سيادتها وأن “الحصار” من قبل جيرانها ينتهك القانون الدولي
أنشأت الإمارة بسرعة طرقًا تجارية جديدة مع إيران وتركيا لضمان تلبية الإحتياجات الأساسية لسكانها البالغ عددهم 2.7 مليون نسمة ، واستخدمت ثروتها من النفط والغاز لدعم اقتصادها
ولم تقطع دولتان في مجلس التعاون الخليجي المؤلف من ستة أعضاء العلاقات مع قطر وهما الكويت وعمان، عملت الكويت كوسيط في النزاع
ما الذي أدى إلى الإختراق؟
وقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشكل غير متوقع إلى جانب السعودية وحلفائها في بداية الخلاف ، واصفا قطر بأنها “ممول للإرهاب” على الرغم من استضافة الإمارة لأكبر منشأة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط ، وهي قاعدة العديد الجوية
لكن مساعدي ترامب أقنعوه لاحقًا باتخاذ موقف أكثر حيادية ، وفي عام 2018 أشاد بعمل الشيخ تميم في مكافحة تمويل الإرهاب في اجتماع بالبيت الأبيض
يبدو أن جهود الوساطة الكويتية لم تحقق تقدمًا يذكر حتى أواخر العام الماضي ، عندما كثفت إدارة ترامب الضغط على جميع الأطراف لإنهاء المواجهة التي أحبطت جهودهم لتجميع تحالف من الدول التي يقودها السنة لمواجهة إيران ووكلائها وزار جاريد كوشنر ، صهر ترامب وكبير مستشاريه ، السعودية وقطر في ديسمبر ، وورد أنه سافر إلى العلا يوم الإثنين لحضور القمة
