أخر الأخبار
الصفحة الأم / أخبار / الإخوان المسلمون وإيران تأملان في عهد أوباما الجديد

الإخوان المسلمون وإيران تأملان في عهد أوباما الجديد

بدا نشطاء الإخوان المسلمين ووسائل الإعلام متحمسين للغاية بشأن تقدم المرشح الديمقراطي جو بايدن في نتائج الإنتخابات الأمريكية

وعزا المحللون هذا الحماس إلى رغبتهم في عودة تجربتهم في عهد الرئيس السابق باراك أوباما ، حيث لعبوا خلالها دورًا بارزًا في ركوب موجة انتفاضات “الربيع العربي”، لكن هؤلاء المحللين يشيرون إلى أن بايدن ليس أوباما ، وأن المشروع الأمريكي في الإعتماد على الإخوان قد ذهب مع أوباما ، على الأرجح إلى الأبد

لم تكن وسائل إعلام الإخوان المسلمين وحدها التي احتفلت بميزة بايدن حتى الآن، كما بدت وسائل الإعلام الإيرانية ، ووسائل الإعلام الموالية لطهران في الشرق الأوسط متحمسة لنتائج المرشح الديمقراطي ، ليس فقط على الرغم من خصمه دونالد ترامب ، الذي شدد الحصار الأمريكي على إيران ومنعها من تصدير نفطها ، ولكن أيضًا على أمل إعادة المعاملة المتساهلة التي تمتعت بها في عهد أوباما

لم يخف نشطاء الإخوان المسلمون والإعلاميون في مصر وتونس واليمن ودول الخليج صلواتهم من أجل انتصار بايدن

استمروا في مواكبة نتائجه في كل ولاية ، لحظة بلحظة ، وسخروا من تصريحات ترامب وخطابه حول الإحتيال واللجوء إلى المحاكم، بدا الأمر وكأن بايدن هو مرشح الإخوان وليس مرشح الديمقراطيين الأمريكيين

بدأت قوائم غنائم النصر المتوقعة للإخوان المسلمين بالظهور على وسائل إعلام الإخوان المسلمين، يأملون في ممارسة ضغوط أمريكية على القاهرة للإفراج عن قيادات الإخوان المدانين في قضايا تتعلق بالإرهاب والتآمر على أمن مصر ، وكذلك للضغط على دول الرباعية العربية لرفع مقاطعتها لقطر وإعادة العلاقات معها

منذ البداية ، لم يخف الإخوان المسلمون تحيزهم تجاه بايدن، قدموه على أنه نصير للإسلام والمسلمين ، مسلطين الضوء على حقيقة أنه يستشهد بأحاديث النبي ، وعلى أنه معارض شرس للإسلاموفوبيا، قامت الجمعيات الإسلامية الأمريكية ، مثل الجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية ومجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية ، المرتبطين بالإخوان المسلمين أو التي يُنظر إليها على أنها قريبة منها ، بالترويج لترشيح بايدن بين الأمريكيين والمشاركة في حملته الإنتخابية على المستوى الولائي والوطني

يتطلع الإخوان المسلمون إلى الفوائد التي يمكن أن تعود على إخوانهم الإسلاميين الأمريكيين من خلال “شراكتهم” مع بايدن في حالة فوز الأخير ، مثل الحصول على أدوار استشارية ، وإغلاق نفوذهم داخل المجتمع المسلم ، ورفع الرقابة المستمرة من السلطات، من أنشطتهم الدعائية والمالية، كما أنهم يراهنون على تحقيق مكاسب للمنظمة الأم وفروعها خارج الولايات المتحدة

الهدف الأول للإخوان ، في حال فوز بايدن ، سيكون إلحاق إدارته بالضغط على مصر وخاصة على الرئيس عبد الفتاح السيسي ، الذي لم يتوقفوا عن الإساءة إليه، كما سيسعون إلى رفع القيود المفروضة على حماس وتسهيل وصول التنظيم المتشدد إلى التبرعات والأموال التي تجمعها جماعة الإخوان ومختلف فروعها لصالح المنظمة الفلسطينية الإسلامية التي صنفتها الولايات المتحدة على أنها منظمة إرهابية

لكن مراقبون يقولون إنه سيكون من الصعب على الإخوان المسلمين وداعميهم ، وخاصة قطر ، استعادة المزايا نفسها التي تمتعوا بها خلال فترة أوباما بسبب التغيرات الكبيرة في المنطقة

الرئيس السيسي ، على سبيل المثال ، أصبح لاعباً فاعلاً في اتخاذ الترتيبات في العديد من القضايا المتعلقة بالمنطقة ، مثل الملف الليبي أو الفلسطيني أو السوداني ، أو حتى في مسار السلام الجديد بين إسرائيل ومنطقة الخليج العربي

جو بايدن لم يحدد بعد ، في حالة انتخابه ، استراتيجيته في الشرق الأوسط، لكن المحللين يقولون إن هذه الإستراتيجية لن تتعارض مع المصالح الأمريكية ومن غير المرجح أن تتعارض مع تيار التغييرات في المنطقة، لن يفعل العكس فقط لإرضاء الإخوان المسلمين أو قطر أو أي جهة فاعلة أخرى في المنطقة، بالإضافة إلى ذلك ، ستكون أولويات بايدن التركيز على الوضع داخل الولايات المتحدة واتخاذ الترتيبات في ضوء التوازنات الناشئة في مجلس النواب الأمريكي ومجلس الشيوخ، وسيسعى جاهداً لطمأنة الرأي العام الأمريكي حول جدية الإصلاحات الإجتماعية التي ينوي إدخالها

تعتقد إلين لايبسون ، المسؤولة الأمريكية السابقة والمديرة الحالية للدراسات الأمنية في جامعة جورج ميسون ، أن بايدن سيعمل على استعادة الثقة داخل الولايات المتحدة قبل الإبحار في مياه الشرق الأوسط

وأشارت في مقال نشره موقع الرأي على الإنترنت ، مكتب النقابة ، إلى أن الشرق الأوسط ليس المكان الأكثر إلحاحًا للعمل على إصلاح التحالفات الأمريكية ، مقارنة بأوروبا وآسيا ، مشيرة إلى أن “بايدن سيكون قادرًا على إعادة تأسيس شخصية إيجابية، العلاقات مع قادة الشرق الأوسط الرئيسيين – باستثناء المملكة العربية السعودية على الأرجح “

ستشكل إيران أيضًا “اختبارًا صعبًا” لإدارة بايدن ، وفقًا لما ذكرته لايبسون، إن مجرد استعادة التزام الولايات المتحدة بالإتفاقية النووية لعام 2015 لن يكون كافياً ، وأوضحت أن خبراء بايدن في مجال عدم الإنتشار قد يأخذون زمام المبادرة في اقتراح تعديلات على الإتفاقية والعمل مع الحلفاء لإنقاذها ، في حين أن سلوك إيران الإقليمي سيكون من مسؤولية المسؤولين الإقليميين في وزارتي الخارجية والدفاع

عمل أوباما خلال فترتين رئاسيتين على إعادة التأهيل الدولي لإيران ، وسمح لها بالإستمتاع بفوائد اتفاقية نووية مواتية رفعت العقوبات عنها وأتاحت لها الوصول إلى أموالها المجمدة لتستثمرها في تدخلات إقليمية تهدد إيران، أمن الخليج والشرق الأوسط، وأوباما متهم بتسهيل دخول إيران إلى سوريا وإطلاق العنان للميليشيات المتحالفة معها في سوريا والعراق واليمن

ويرى دبلوماسيون ومحللون سياسيون أن ثقة إيران في فوائد فوز بايدن مبالغ فيها ، مشيرين إلى أن الرئيس الأمريكي لا يتخذ الإجراءات بمفرده ، وأنه سينفذ سياسات لا تتعارض مع مصالح الولايات المتحدة ، خاصة في ظل التغييرات التي تحدث في المنطقة مع ظهور المملكة العربية السعودية الجديدة التي تتطلع إلى بناء علاقات ثنائية أكثر توازناً مع واشنطن ، فضلاً عن بدء زخم اتفاقات السلام مع إسرائيل في المنطقة ، والتي قد تتوسع لتشمل المزيد من دول الخليج في المستقبل المنظور

يقولون إن طريق السلام أصبح ورقة ضغط وأداة مناورة في يد دول الخليج ، إضافة إلى إصلاحات واضحة في مجال حقوق الإنسان وحقوق العمال والمرأة الأجنبية ، وفي الديمقراطية الداخلية ، خاصة في مجال حرية المعتقد مثل السماح لأفراد الجاليات الدينية المختلفة التي تعيش في الخليج ببناء دور العبادة، كل هذه المجالات كانت أوراق يستخدمها الغرب للضغط على دول الخليج لقبول سياسات لا تتفق مع مصالحها الوطنية

شاهد أيضاً

كيف تستغل إيران الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل في جميع أنحاء الشرق الأوسط

بدأت وسائل الإعلام الموالية لإيران في الاهتمام بالاحتجاجات ضد إسرائيل التي اندلعت في الأردن. ويشير …