انسحب الجيش الإسرائيلي من مدينة جنين ومخيمها للاجئين الجمعة بعد عملية استمرت عشرة أيام وأسفرت عن مقتل 36 شخصا في أنحاء الضفة الغربية المحتلة، بحسب شهود عيان
وبعد أيام من التوغلات المدمرة التي شنها جنود مدعومون بمركبات مدرعة وجرافات، بدأ السكان الفارون العودة إلى منازلهم في المخيم، معقل الجماعات المسلحة الفلسطينية التي تقاتل ضد إسرائيل، بحسب صحافيين من وكالة فرانس برس
وفي 28 أغسطس، شن الجيش عملية عسكرية في عدة مدن وبلدات في شمال الضفة الغربية بما في ذلك جنين
وقال في بيان يوم الجمعة إن القوات الإسرائيلية “تقوم بنشاط لمكافحة الإرهاب في منطقة جنين”، دون تأكيد الانسحاب
وقال البيان إن “قوات الأمن الإسرائيلية تواصل العمل من أجل تحقيق أهداف عملية مكافحة الإرهاب”
وأضاف البيان أنه خلال العملية في جنين، قتلت القوات الإسرائيلية 14 مسلحا، واعتقلت 30 مشتبها، وفككت “نحو 30 عبوة ناسفة مزروعة تحت الطرق” وأجرت أربع ضربات جوية
قتل جندي إسرائيلي في جنين، حيث وقعت أغلب الوفيات الفلسطينية
وقالت حماس، التي أشعلت هجومها في السابع من أكتوبر على جنوب إسرائيل الحرب الدائرة في غزة، وحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية إن 14 على الأقل من القتلى كانوا من المسلحين
عاد عزيز طالب، وهو أب لسبعة أبناء ويبلغ من العمر 48 عاما، إلى منزل عائلته الذي عاش فيه 20 عاما ليجد الجنود قد أغاروا عليه
وقال: “الحمد لله (الأطفال) غادروا في اليوم السابق. ذهبوا للإقامة مع جيراننا هنا”
وقال وهو يتفقد الأضرار، والزجاج يتكسر تحت قدميه: “لو بقوا، لكانوا قتلوا دون سابق إنذار أو أي شيء”
وتضررت أو دمرت العديد من المنازل في مخيم جنين بواسطة جرافات الجيش، كما جردت الأرصفة من الطرق
وأفاد صحافيون من وكالة فرانس برس أن السكان استخدموا جرافات خاصة بهم لبدء إزالة الأنقاض يوم الجمعة بعد رحيل المركبات المدرعة الإسرائيلية
وتحول التدفق المبكر للسكان العائدين إلى فيضان، وسرعان ما بدأ الأطفال يلعبون في الشوارع
وتحتل إسرائيل الضفة الغربية منذ عام 1967 وتقوم قواتها بانتظام بتوغل داخل التجمعات الفلسطينية، لكن الغارات الأخيرة وكذلك التعليقات المتشددة من جانب المسؤولين الإسرائيليين تشير إلى تصعيد، حسبما قال السكان
ووفقا لوزارة الصحة الفلسطينية، قتلت القوات الإسرائيلية أو المستوطنون ما لا يقل عن 661 فلسطينيا في الضفة الغربية منذ بدء حرب غزة في السابع من أكتوبر
وقال مسؤولون إسرائيليون إن ما لا يقل عن 23 إسرائيليا، بما في ذلك قوات الأمن، قتلوا في هجمات فلسطينية في المنطقة خلال نفس الفترة