طلب وزير سابق في الحكومة اللبنانية من المحكمة العليا في البلاد إقالة القاضي الرئيسي الذي حقق في الإنفجار الهائل الذي وقع العام الماضي في ميناء بيروت بسبب “الشك المشروع” المزعوم حول طريقة تعامله مع القضية، حسبما ذكرت وسائل إعلام رسمية
هذا التطور هو الأحدث في ملحمة استمرت لمدة عام حول التحقيق في الإنفجار، الذي أغرق لبنان في أزمة سياسية أخرى وسرع من الإنهيار الإقتصادي غير المسبوق بالفعل
استقالت حكومة البلاد بعد انفجار 4 أغسطس 2020، ووافقت الأحزاب السياسية المتشاحنة هذا الشهر فقط على حكومة جديدة
أيضًا، بعد شهور من التحقيق، أقال القاضي الرئيسي الذي يدير التحقيق من قبل محكمة النقض بعد أن تم توجيه تهم مماثلة ضده من قبل كبار المسؤولين الحكوميين
ويأتي الإلتماس اليوم من قبل وزير الأشغال العامة السابق يوسف فنيانوس، بعد أسبوع من إصدار القاضي طارق بيطار مذكرة توقيف بحقه بعد أن لم يمثل أمام المحكمة للإستجواب
ليس من الواضح ما إذا كانت محكمة النقض ستنظر في دعوى فنيانوس، وإذا فعلت ذلك، فسيتعين عليها فحص القضية ثم اتخاذ قرار بشأن رفض الطلب أو قبوله
واتهم القاضي فينيانوس وثلاثة آخرين من كبار المسؤولين الحكوميين السابقين بالقتل المتعمد والإهمال الذي أدى إلى مقتل أكثر من 200 شخص في الإنفجار. أصيب أكثر من 6000 شخص في الإنفجار الهائل الذي دمر أيضًا قسمًا كبيرًا من بيروت
فينيانوس هو مسؤول كبير في حركة مردة المسيحية، وهي حليف مقرب من جماعة حزب الله اللبنانية الإرهابية القوية. يقول في بيان نقلته وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية، إن التماسه كان بدافع “الإهتمام بالعدالة”، واتهم حزبًا لم يذكر اسمه بالرغبة في “إلقاء اللوم علي كوزير سابق للأشغال العامة” في الإنفجار
ومع ذلك، فإن العريضة تنتقد بشدة من قبل نشطاء حقوق الإنسان وتغضب أسر الضحايا، الذين يزعمون أنها حيلة أخرى لـ “منع الحقيقة”
قالت آية مجذوب، باحثة لبنانية من هيومن رايتس ووتش: “من المشين أن يعتقد السياسيون اللبنانيون أن بإمكانهم استبدال قاضٍ في كل مرة يحاول فيها محاسبتهم حتى يتم تعيين أحدهم بما يرضيهم”
