ذكرت وسائل إعلام إيرانية الأربعاء أن الحرس الثوري الإيراني اعتقل عدة دبلوماسيين أجانب من بينهم مسؤول بريطاني متهما إياهم “بالتجسس”، وهي تقارير وصفتها الحكومة البريطانية بأنها “خاطئة تماما”
تتزامن هذه التطورات مع تصاعد التوترات بين طهران والقوى العالمية بشأن المحاولات المتوقفة منذ فترة طويلة لإحياء الإتفاق النووي المبرم عام 2015 وزيادة في عدد الإعتقالات المؤكدة لمواطنين غربيين في البلاد
وقالت وكالة فارس للأنباء إن “جهاز مخابرات الحرس الثوري حدد واعتقل دبلوماسيين من السفارات الأجنبية كانوا يتجسسون في إيران” مضيفة أن دبلوماسيا بريطانيا – يعرف باسم جيلز ويتاكر – طُرد بعد ذلك من البلاد
لكن التلفزيون الحكومي أفاد بأن ويتاكر، نائب رئيس بعثة حكومة المملكة المتحدة في إيران، طُرد فقط من “المنطقة” التي تم فيها اعتقال الدبلوماسيين في وسط إيران. واتهمته التقارير بـ “تنفيذ عمليات استخباراتية” في مناطق عسكرية
وقال صحفي في التلفزيون الحكومي إن الدبلوماسي “كان من بين أولئك الذين ذهبوا إلى صحراء بغداد مع أسرته كسياح” في إشارة إلى منطقة في وسط إيران. “كما تظهر الصور، التقط هذا الشخص صورا … في منطقة محظورة حيث واضافت “في نفس الوقت كانت تجري مناورة عسكرية”
لكن وفقًا لسفير بريطانيا في إيران، سيمون شيركليف، فإن الدبلوماسي البريطاني غادر الجمهورية الإسلامية “في ديسمبر الماضي، في نهاية منصبه”
كما نفت الحكومة البريطانية بشكل قاطع هذه التقارير
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية في لندن “التقارير عن اعتقال دبلوماسي بريطاني في إيران كاذبة تماما”
قال ماتياس إنبار، المراسل الأمني للموقع الإخباري الإسرائيلي i24NEWS، إن مزاعم التجسس الأجنبي تعكس الضغط المتزايد الذي يتعرض له الحرس الثوري الإيراني منذ الإرتفاع الأخير في عمليات القتل المستهدف و “الحوادث” الغامضة التي تورط فيها مسؤولون عسكريون إيرانيون
وبحسب إنبار، فإن الجماعة الإرهابية الإيرانية تستخدم المزاعم ضد الأجانب كاستراتيجية لإطلاق سراح أعضائها المحتجزين في الخارج
“ليس من قبيل المصادفة أنه فور إعلان إيران اعتقال الدبلوماسي البريطاني الكبير، أعطى مجلس النواب في البرلمان البلجيكي الضوء الأخضر للإفراج عن ضابط مخابرات حراس الثورة بتهمة التحريض على واشار عنبار إلى “هجوم باريس على الإفراج عن بلجيكي اتهمته إيران بالتجسس”
كما حددت وسائل إعلام إيرانية ماسيج والتشاك، العالم البولندي من جامعة كوبرنيك في بولندا، كأحد الأجانب المتهمين بالتجسس بعد أخذ عينات من التربة والمياه والملح من منطقة محظورة. وبحسب رويترز، فإن آخر من تعرفت عليهم وكالة فارس هو زوج الملحق الثقافي النمساوي في إيران
غرد كيان شريفي، الصحفي والمحلل في بي بي سي، بأن طهران اتهمت إسرائيل أيضًا باستخدام رعايا أجانب لمساعدتها في جمع الأدلة ضد إيران، والتي يتم نقلها بعد ذلك إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة. في وقت سابق من يونيو، أصدرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قرارا يدين إيران لعدم تعاونها في برنامجها النووي
