تصاعدت الضغوط الدبلوماسية يوم الاثنين لتجنب التصعيد بين إيران وإسرائيل في أعقاب عمليات القتل البارزة التي أدت إلى تصاعد التوترات الإقليمية، في حين حثت حكومات عديدة مواطنيها على مغادرة لبنان
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في وقت متأخر من يوم الأحد إن بلاده “عازمة على الوقوف ضد” إيران والجماعات المسلحة المتحالفة معها “على جميع الجبهات”
مع اقتراب حربها ضد حماس المدعومة من إيران في غزة من شهرها الحادي عشر، تستعد إسرائيل للانتقام من “محور المقاومة” المتحالف مع طهران لمقتل شخصيتين كبيرتين
قُتل الزعيم السياسي لحركة حماس الفلسطينية المسلحة إسماعيل هنية في طهران يوم الأربعاء في هجوم ألقي باللوم فيه على إسرائيل، التي لم تعلق عليه بشكل مباشر
جاء القتل بعد ساعات من مقتل القائد العسكري لحزب الله فؤاد شكر في غارة إسرائيلية على بيروت
وقالت طهران يوم الاثنين إن “لا أحد لديه الحق في الشك في الحق القانوني لإيران في معاقبة النظام الصهيوني” على مقتل هنية
وكان من المقرر أن يجري الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي أرسلت بلاده سفناً حربية وطائرات مقاتلة إضافية إلى المنطقة دعماً لإسرائيل، محادثات أزمة يوم الاثنين مع فريقه للأمن القومي
وقال بيان عسكري إسرائيلي إن رئيس القيادة العسكرية الأميركية التي تغطي الشرق الأوسط، الجنرال مايكل كوريلا، وصل إلى إسرائيل والتقى رئيس الأركان الإسرائيلي الفريق أول هيرتسي هاليفي لإجراء تقييم أمني
وأفاد موقع أكسيوس الإخباري الأميركي أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أبلغ نظراءه من دول مجموعة السبع في مؤتمر عبر الهاتف يوم الأحد أن أي هجوم من جانب إيران وحزب الله قد يحدث في وقت مبكر من يوم الاثنين
وأضاف الموقع أن بلينكن طلب من نظرائه ممارسة ضغوط دبلوماسية على طهران وحزب الله وإسرائيل “للحفاظ على أقصى درجات ضبط النفس”
وقال المتحدث باسم الحكومة ديفيد مينسر إن إسرائيل “تستعد لأي سيناريو هجومي ودفاعي”
“مسار الحوار”
يخشى الخبراء والدبلوماسيون أن يتحول الهجوم المتوقع على إسرائيل بسرعة إلى حرب إقليمية، حيث سيكون لبنان على خط المواجهة
انضمت تركيا يوم الاثنين إلى دول متعددة تدعو مواطنيها إلى مغادرة لبنان، حيث يتمركز حزب الله
أوقفت العديد من شركات الطيران رحلاتها إلى البلاد أو حددتها لساعات النهار
وقالت شركة لوفتهانزا الألمانية، التي علقت بالفعل رحلاتها إلى المنطقة بما في ذلك تل أبيب، إن طائراتها ستتجنب المجال الجوي العراقي والإيراني حتى يوم الأربعاء على الأقل
وقالت الخطوط الجوية الملكية الأردنية إنها ستشغل ثلاث رحلات هذا الأسبوع لنقل المواطنين من بيروت
ودعا رئيس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك “جميع الأطراف، إلى جانب الدول ذات النفوذ، إلى التحرك بشكل عاجل لتهدئة ما أصبح وضعًا محفوفًا بالمخاطر”
وناشد وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني، الذي تتولى بلاده حاليًا الرئاسة الدورية لمجموعة السبع، “الأطراف المعنية بالامتناع عن أي مبادرة من شأنها أن تعيق مسار الحوار والاعتدال”
وانضم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى جوقة الدول التي تدعو إلى “ضبط النفس” في الشرق الأوسط، خلال محادثات مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ورئيس الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد
في يوم الأحد، قام وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي بزيارة نادرة إلى العاصمة الإيرانية، حيث سلم خلالها رسالة من الملك عبد الله الثاني إلى الرئيس مسعود بزشكيان
وقد اجتذبت الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة، والتي اندلعت بسبب هجوم المجموعة الفلسطينية على إسرائيل في السابع من أكتوبر، بالفعل مسلحين مدعومين من إيران في سوريا ولبنان والعراق واليمن
وأسفر هجوم حماس عن مقتل نحو 1200 شخص، بحسب إحصاءات إسرائيلية
كما احتجز المسلحون 251 رهينة، لا يزال 111 منهم محتجزين في غزة، بما في ذلك 39 يقول الجيش إنهم ماتوا
وأسفرت الحملة العسكرية الانتقامية التي شنتها إسرائيل في غزة عن مقتل 39623 شخصًا على الأقل، وفقًا لوزارة الصحة في غزة
الإشتباكات عبر الحدود
مع استعداد المنطقة لمزيد من التصعيد، واصل حزب الله وإسرائيل تبادل إطلاق النار بشكل شبه يومي
وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن ثلاثة أشخاص قتلوا يوم الاثنين في غارات إسرائيلية على جنوب البلاد. وقال الجيش الإسرائيلي إنه ضرب مسلحين يديرون طائرة بدون طيار في منطقة ميس الجبل
وقال حزب الله في وقت لاحق إن مقاتلاً من تلك القرية قُتل
وقالت طهران إنها تتوقع أن يضرب حزب الله أعمق داخل إسرائيل وأن لا يقتصر بعد الآن على الأهداف العسكرية
وبعيدا عن الحدود اللبنانية، قال الجيش الإسرائيلي إن نحو 15 صاروخا عبرت من جنوب قطاع غزة إلى إسرائيل يوم الاثنين، وقال المسعفون إنهم يعالجون رجلا مصابا
ووفقا للأمم المتحدة، دمرت الحرب في غزة الكثير من مساكن غزة والبنية الأساسية الأخرى وشردت معظم السكان مع انتشار سوء التغذية والأمراض
وقالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) يوم الاثنين إن تسعة من موظفيها من بين آلاف الموظفين الذين توظفهم في القطاع “ربما شاركوا” في هجوم السابع من أكتوبر، وقال متحدث باسم الأمم المتحدة إنهم طردوا من وظائفهم
وتعثرت مرارا وتكرارا المحادثات التي توسطت فيها قطر ومصر والولايات المتحدة بهدف التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة واتفاق لإطلاق سراح الرهائن، لكن دبلوماسيين يقولون إن الهدنة في غزة ستساعد في تهدئة المنطقة الأوسع