اعتقل زعيم فرع تنظيم القاعدة في اليمن منذ عدة أشهر ، وفقا لتقرير للأمم المتحدة صدر يوم الخميس ، فيما سينظر إليه على أنه اختراق كبير في الحرب ضد التهديد الجهادي العالمي
وقالت الوثيقة إن خالد باطرفي زعيم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب منذ أقل من عام بقليل اعتقل وقتل نائبه سعد عاطف العولقي خلال “عملية في مدينة الغيضة بمحافظة المهرة في أكتوبر”
والتقرير – المقدم إلى مجلس الأمن من فريق مراقبة تابع للأمم المتحدة متخصص في الجماعات المتطرفة – هو أول تأكيد رسمي لاعتقال باطرفي بعد تقارير لم يتم التحقق منها
لم يكشف تقييم الأمم المتحدة الواسع النطاق ، الذي يلخص التهديدات الجهادية العالمية المحتملة ، عن مكان وجود المسلحين أو يكشف عن أي تفاصيل أخرى لعملية أكتوبر
لكن مجموعة SITE Intelligence Group ، التي تراقب نشاط المنظمات الجهادية على الإنترنت ، أشارت إلى “تقارير غير مؤكدة” في أكتوبر مفادها أن قوات الأمن اليمنية اعتقلت باطرفي ثم سلمته إلى السعودية
وكشف تنظيم القاعدة في جزيرة العرب ، عن تعيينه باطرفي ، الذي يعتقد أنه في أوائل الأربعينيات من عمره ، كقائد له في فبراير 2020 بعد مقتل سلفه قاسم الريمي في غارة جوية أمريكية في اليمن
ظهر باطرفي ، الذي صنفته وزارة الخارجية الأمريكية على أنه إرهابي عالمي في 2018 ، في العديد من مقاطع الفيديو للقاعدة في شبه الجزيرة العربية خلال السنوات الأخيرة ، وفقًا لموقع سايت ، ويبدو أنه كان نائب الريمي والمتحدث باسم الجماعة
تعتبر واشنطن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب أخطر فرع للشبكة الجهادية في جميع أنحاء العالم ، وقد شنت حربًا طويلة الأمد بطائرات بدون طيار ضد قادة التنظيم
ازدهرت الجماعة السنية المتطرفة في فوضى سنوات الحرب الأهلية بين الحكومة اليمنية المدعومة من السعودية والمتمردين الحوثيين الشيعة
وكان الريمي قد خلف بنفسه ناصر الوحيشي الذي قُتل في غارة أمريكية بطائرة مسيرة في اليمن في يونيو 2015
نفذ تنظيم القاعدة في جزيرة العرب عمليات ضد كل من الحوثيين والقوات الحكومية وكذلك هجمات متفرقة في الخارج ، بما في ذلك على مكاتب المجلة الفرنسية الساخرة شارلي إبدو في عام 2015
لكن محللين يقولون إن قدراتها على الأرض تضاءلت ، رغم أنها لا تزال تلهم الهجمات التي ينفذها جهاديون منفردين أو نشطاء سابقين
يشهد اليمن صراعًا منذ عام 2015 ، عندما تدخل تحالف تقوده السعودية بعد سيطرة الحوثيين المدعومين من إيران على العاصمة صنعاء
وتقول وكالات الإغاثة إن الصراع أدى منذ ذلك الحين إلى مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص ، حيث يعيش 80 في المائة من السكان على المساعدات فيما تصفه الأمم المتحدة بأنه أسوأ أزمة إنسانية في العالم
أنهى الرئيس جو بايدن في وقت سابق يوم الخميس دعم الولايات المتحدة للحرب في أول خطاب رئيسي له بشأن الشؤون الخارجية منذ دخوله البيت الأبيض الشهر الماضي
وقال إن الولايات المتحدة ستنهي كل الدعم بما في ذلك مبيعات الأسلحة المتصلة للرياض وتعهد بدعم جهود الأمم المتحدة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار وإحياء محادثات السلام بين الحكومة والمتمردين الحوثيين
يقال إن بايدن يفكر في إلغاء التصنيف الأخير من قبل إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب للحوثيين اليمنيين المدعومين من إيران كمجموعة إرهابية
القاعدة في شبه الجزيرة العربية ، التي لم تعترف باعتقال البطرفي ، تشيد بفضائل “الإستشهاد” وسيعتبر اعتقال أحد كبار عناصرها على قيد الحياة بمثابة نكسة محرجة
وجاء في تقرير الأمم المتحدة أنه “بالإضافة إلى الخسائر القيادية ، فإن القاعدة في شبه الجزيرة العربية تعاني من تآكل في صفوفها بسبب الإنشقاقات التي يقودها في المقام الأول أحد مساعدي البطرفي السابقين ، أبو عمر النهدي”
تغطي الوثيقة العديد من التهديدات الأمنية المحتملة في جميع أنحاء العالم ، وفي مقطع واحد ، تقول إنه لم تتمكن أي دولة عضو في الأمم المتحدة من تأكيد التقارير عن وفاة زعيم القاعدة أيمن الظواهري لأسباب طبيعية في أكتوبر
كما يحذر من أن “سلسلة من الهجمات (الجهادية) المخطط لها مسبقًا قد تحدث” في جميع أنحاء العالم بمجرد رفع القيود المفروضة لوقف جائحة فيروس كورونا
