الاتفاق التاريخي بين الحكومة الأميركية وحركة طالبان يوم ٢٩ شباط/يناير ٢٠٢٠ غير خريطة التموضع العسكرية للولايات المتحدة في هذا البلد الذي طالما أرهق القوات الأميركية في عملياته، لذا أعلن البنتاغون يوم ٩ آذار/مارس ٢٠٢٠ عن تقليص عدد الجنود الاميركيين ليصل الى ٨٦٠٠ خلال فترة ١٣٥ يوم، وفعليا يبلغ تعداد الجنود الاميركيين اليوم بأفغانستان ما يقارب ١٢ ألف مقاتل.
رحلة الجيش الأميركي في أفغانستان بدأت بعد احداث ١١ سبتمبر/أيلول ٢٠٠١، لغرض الانتقام من تنظيم القاعدة الذي تبنى هذا الهجوم، واستطاع الجيش الأميركي القضاء على حكومة طالبان، وتغير الكثير من القوانين المجحفة بحقوق الانسان، وخاصة في مجالات المرأة والطفل، والحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
وطبعا استطاع تدمير تنظيم القاعدة الإرهابي وقتل الإرهابي الأول في العالم أسامة بن لادن في أيار/مايو ٢٠١١، وقتل ابنه حمزة عام ٢٠١٩، الا ان الاميركيين خسروا في أفغانستان ما يقارب ٢٤٠٠ جندي، وكما يدرك الجميع أفغانستان دولة فقيرة الموارد، مما يجعل الوجود فيها أمرا غير مغريا لرئيس يحمل مشروع “اميركا أولا”.
فرغم ان طرف هذه الاتفاقية هو تنظيم إرهابي، الا ان الرئيس ترامب اتصل بهم وابرم هذا اتفاقا، ليجنب الجنود الاميركيين خطر هذا البلد المتخم بالمقاتلين المتأثرين بالعقيدة الجهادية التكفيرية، وفي كلمة ترامب بالبيت الأبيض قال: كانت رحلة طويلة وشاقة في أفغانستان، ولقد حان الوقت بعد كل هذه السنوات لإعادة جنودنا إلى الوطن.
