إن إدراج إدارة ترامب في القائمة السوداء للعديد من الأفراد والشركات اللبنانية بزعم مساعدة حزب الله المدعوم من إيران يسلط الضوء على استراتيجية واشنطن لمواجهة جماعة إرهابية تصنفها الولايات المتحدة
أدرجت وزارة الخزانة في القائمة السوداء ثلاثة مسؤولين و 11 كيانا مرتبطا بفرع مؤسسة الشهداء في لبنان ، وهي مجموعة صنفتها الولايات المتحدة في عام 2007 على أنها تدعم الإرهاب ويقول مسؤولون إن الحكومة الإيرانية تستخدمها كأداة لأهدافها الإستراتيجية الأوسع
هذه الخطوة هي جزء من جهود إدارة ترامب للضغط على إيران ووكلائها الذين يقاتلون الولايات المتحدة وحلفائها عبر عدة جبهات في المنطقة ، بما في ذلك سوريا والعراق، تأمل واشنطن في قطع التمويل اللازم لتمويل تلك الصراعات وإظهار أن الجناح العسكري لحزب الله – الذي يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه جماعة إرهابية – مدمج مع بقية هيكل حزب الله ، لاستنفاد قدرة الجماعة على تهديد الولايات المتحدة وحزب الله وحلفاءه
يوفر اختيار الأهداف نظرة ثاقبة لجبهة حاسمة في استراتيجية الولايات المتحدة لتقويض نفوذ حزب الله – وبالتالي إيران – في المنطقة ، فضلاً عن المخاطر التي تمثلها حملة الضغط التي تشنها واشنطن على الإقتصاد اللبناني
وقال مارشال بيلينجسلي ، مساعد وزير الخزانة لشؤون تمويل الإرهاب ، إن الولايات المتحدة مصممة على محاسبة “هذه المجموعة الإرهابية التي تلطخت أيديها بالدماء الأمريكية والفرنسية واللبنانية وغيرها”
قال السيد بيلينجسلي: “سنقوم بمحوها كسرطان لكل من النظام السياسي اللبناني والإقتصاد اللبناني”
ولم يرد ممثلو حزب الله ومؤسسة الشهداء على طلبات التعليق
قال مسؤولون في وزارة الخزانة إن مؤسسة الشهداء تقدم مدفوعات لعائلات مقاتلي حزب الله القتلى أو المسجونين ، وعائلات المفجرين الإنتحاريين من حركة المقاومة الفلسطينية حماس والجهاد الإسلامي في فلسطين
أحد المسؤولين المدرجين على القائمة السوداء يوم الأربعاء ، جواد نور الدين ، هو المدير العام لفرع المؤسسة في لبنان ، ويُزعم أنه يشرف على المدفوعات لعائلات مقاتلي حزب الله الذين قتلوا أو أصيبوا في أماكن مثل سوريا واليمن ويعمل عن كثب مع كبار مسؤولي حزب الله، بحسب وزارة الخزانة الأمريكية
كما تم استهداف شركة أطلس القابضة و 10 شركات تابعة لها ، بالإضافة إلى رئيسها التنفيذي ورئيس مجلس إدارتها ، قاسم محمد علي بزي ، وأحد مؤسسي الشركة الشيخ يوسف عاصي
أطلس لم يستجب لطلبات التعليق
قالت وزارة الخزانة إن أطلس ، التي تمتلك أو تسيطر على شركات في قطاعات الوقود والأدوية والسياحة والملابس في لبنان ، مملوكة أو تسيطر عليها مؤسسة الشهداء وتم تحديدها على أنها تابعة للمجلس التنفيذي لحزب الله اعتبارًا من عام 2017
ويقول محللون أمريكيون إن العقوبات استهدفت أيضًا شركات البناء والطب والطاقة التي يملكها أو يديرها أعضاء في مؤسسة الشهداء ، وهي أنشطة تجارية يمكن أن تساعد في تمويل حزب الله
وتأمل الإدارة أن تساعد العقوبات أيضًا في تهميش نفوذ حزب الله الإقتصادي والسياسي في لبنان من خلال استهداف المسؤولين والشركات والمصارف المرتبطة بالحزب
يقول مسؤولو الإدارة إن هذا الإجراء يضع الآخرين المرتبطين بالمجموعة على علم بأنهم معرضون أيضًا لخطر العقوبات التي يمكن أن تشل الشركة وتضعف قدرة الأفراد على ممارسة الأعمال التجارية والسفر والإنخراط في السياسة
قال المسؤولون الأمريكيون إنهم يتوقعون أن تكون لجنة التحقيق الخاصة ، وهي وحدة مكافحة تمويل الإرهاب في لبنان ، أكثر صرامة في مراقبة النظام المصرفي في البلاد ضد منظمات حزب الله وأصوله ، حتى تلك التي لم تحددها الولايات المتحدة ، كما قال السيد بيلينجسلي
قال السيد بيلينجسلي: “نحن نعتمد على البنك المركزي ومحافظ البنك المركزي وذراعه التنفيذية لتكثيف لعبتهم ولضمان تجميد جميع الأصول المرتبطة بها إلى الأبد”
