مع انتشار وباء كوفيد-19 في الولايات المتحدة، اتخذت ولايات كثيرة في البلاد تدابير صارمة لمكافخته و للوقاية منه، ممَّا أثر بشكر كبيرعلى الأنشطة الإجتماعية والإقتصادية، وقد بات الوباء حديث السَّاعة فى عام الإنتخابات وسوف يعيد هيكلة الإنتخابات الرئاسية الأمريكية بعدَّة طرق
الإنتخابات الرئاسية حاليا في مرحلتها التمهيدية، نظراًإلى حصول أ ترامب بالفعل على ترشيح الحزب الجمهوري وأن تفشي وباء كورونا أثبت قيادة جو بايدن، نائب الرئيس الأمريكي السابق في الحزب الديمقراطي إلى حد كبير، فإن المنافسة بين الحزبين جاءت في وقت مبكِّر جدأً مما توقعه ترامب
أتاح الوباء لترامب الفرص والتحديات في طريقه لإعادة انتخابه، في الفترة الأخيرة، وصل معدل الموافقة لترامب إلى أعلى مستوى له عند حوالي 45.8 بالمائة، وهو أعلى مستوى منذ يوم الـ25 من ينايرعام 2017. وفقا لاستطلاع متوسط لموقع “سياسة حقيقية واضحة”، يعتقد حوالي نصف الأمريكيين أن استجابة الرئيس لوباء كورونا كانت مجدية
والظاهرة التي يتلقاها الرئيس في كثير من الأحيان على مستوى عال من الدَّعم تكون مؤقتة عندما تندلع أزمة دولية. بشكل عام، بعد اندلاع هجوم إرهابي أو حرب، سيكون التأثير أكثر وضوحًا ولهذا السبب يصف ترامب نفسه بأنه “رئيس وقت الحرب”
ونظراً لشعور الجمهور القوي بالإلحاح بشأن اندلاع “فيروس كورونا”، وطالما اعتمد ترامب استراتيجية غير حزبية لمعالجة الأزمة، فإن الناخبين سيتَّحِدُون مع الرئيس بوعي
ومع ذلك، هناك العديد من العوامل التي تَحُدُّ من الموافقة العالية لترامب، ويرتبط حفاظ ترامب على دعم الجمهور بتطور الأزمة ومدة بقاء الخصوم صامتين نسبيا
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
وإذا استمر الديمقراطيون في انتقاد سياسات ترامب لمكافحة هذا الوباء، فقد تنخفض نسبة تأييده تدريجياً إلى مستويات سابقة، وعلاوة على ذلك، إذا استمر عدد حالات الوفيات الأميركية أو نسبة البطالة في الإرتفاع بشكل كبير، فإن ذلك سيضعف إلى حد كبير قوة حملة ترامب
على سبيل المثال، يُعتقد أن البطالة الإجمالية في الولايات المتحدة أسوأ من تلك التي ذكرتها وزارة العمل في مارس، ووفقاً للتقرير الرسمي، انخفض عدد الرواتب غير الزراعية في الشهر الماضي بمقدار 701,000 وارتفع معدل البطالة من 3.5% من القوى العاملة في فبراير إلى 4.4%
لكن يشير بحث أجرته مؤسسة بروكينغز إلى معدل توظيف يبلغ 5.3 بالمائة للأسبوع المنتهي في يوم الـ21 مارس، و8.8 بالمائة للأسبوع المنتهي في يوم الـ28 مارس، إذا استمر هذا الإتجاه، فسيعمل ضغطا كبيرا على إدارة ترامب وقد يغير مواقف بعض الناخبين
بالنسبة لجو بايدن، قد تؤثر ثلاثة عوامل على حملته خلال أزمة كورونا
أولا، ما إذا كانت سياسات ترامب ضد فيروس كورونا فعالة، وإذا لم تكن هناك أي إشارة حتى الآن للحد من انتشار الوباء، سيتأثر الإقتصاد جدا، وقد يفقد بعض الناخبين صبرهم وإيمانهم بترامب
،ثانيا، ما إذا كان لإمكان جو بايدن إيجاد زميا مناسب يمكنه المساعدة في تكبير قاعدة الناخبين خلال الأزمة الحالية أعلن سابقا أنه سيختار امرأة نائبة له
قد تكون عضوة مجلس الشيوخ من ولاية كاليفورنيا كامالا هاريس خيارا جيدا لأنها متعددة الهويات ، مثل السياسيات والأمريكيات من أصل أفريقي، لموازنة التذاكر على أساس العرق والمساعدة في انتخاب بايدن
ثالثاً، ما إذا كان الفيروس سيؤثر بشدة على إقبال الناخبين، إذا تعذر منع الوباء بشكل فعال، يشعر الديمقراطيون بالقلق من أن نسبة إقبال الأميركيين الأفارقة والشباب والناخبين ذوي الدخل المنخفض، الذين هم الداعمون الرئيسيون للحزب الديمقراطي، ستكون محدودة، وقد يستخدم الجمهوريون الأزمة الصحية الوطنية كشكل من أشكال قمع الناخبين لكسب اليد العليا في الانتخابات
