جاءت المكالمة الهاتفية الأخيرة التي أجراها ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بمثابة مفاجأة سارة للمسؤولين الفلسطينيين في رام الله ، الذين قالوا إنها علامة على تحسن العلاقات مع الدولة الخليجية
اتصل العاهل البحريني بعباس لتقديم تعازيه في وفاة الأمين العام لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات ، الذي توفي الشهر الماضي في المركز الطبي بجامعة هداسا في عين كارم بالقدس بعد تشخيص إصابته بفيروس كورونا
من جانبه ، قدم عباس تعازيه لملك البحرين في وفاة الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة ، رئيس وزراء البحرين الذي ظل لفترة طويلة ، والذي توفي الشهر الماضي عن عمر يناهز 84 عامًا
كانت هذه أول محادثة هاتفية بينهما منذ الإعلان عن أن البحرين أقامت علاقات مع إسرائيل بعد الإمارات العربية المتحدة ، أول دولة خليجية تطبيع علاقاتها مع الدولة اليهودية
وأدان عباس والعديد من المسؤولين والفصائل الفلسطينية بشدة حكام البحرين والإمارات لتطبيع العلاقات مع إسرائيل ، متهمين الدولتين الخليجيتين بخيانة الفلسطينيين وطعنهم في الظهر، كما سحب عباس السفراء الفلسطينيين من أبوظبي ومن المنامة عاصمة البحرين
لكن عباس سعى مؤخرًا إلى استعادة العلاقات مع البلدين، أعاد المبعوثين بهدوء وأمر المسؤولين الفلسطينيين بالكف عن انتقاد الدول العربية التي تطبيع علاقاتها مع إسرائيل، وطلب من مصر والأردن ، أول دولتين عربيتين إنهاء حالة الحرب مع إسرائيل ، للمساعدة في تخفيف التوترات بين الفلسطينيين ودول الخليج
كما حظر عباس الإحتجاجات العامة ضد الإمارات والبحرين، وتعرض عدد من الفلسطينيين الذين نشروا تعليقات مهينة لحكام البلدين إما للإعتقال أو الإستدعاء للإستجواب من قبل قوات الأمن الفلسطينية في الضفة الغربية
ويأتي قرار عباس في استمالة دول الخليج بعد انهيار جهود المصالحة بين حركة فتح الحاكمة وحماس
منذ يوليو ، يتحدث قادة فتح ، بناء على طلب من عباس ، مع قادة حماس في قطاع غزة وتركيا وقطر ولبنان حول سبل إنهاء نزاعهم وتحقيق الوحدة الوطنية ، وكذلك إجراء انتخابات الرئاسة والبرلمان التي طال انتظارها للفلسطينيين
في الأسبوع الماضي ، أعلن مسؤولون من فتح وحماس أن محادثات الوحدة قد فشلت، وتقول حماس إن المحادثات فشلت بسبب قرار عباس استئناف التنسيق المدني والأمني مع إسرائيل
وتقول فتح إن المحادثات فشلت لأن حماس ليست جادة في إنهاء الإنقسام بين الضفة الغربية وقطاع غزة
وصرح مسؤول فلسطيني كبير لصحيفة جيروزاليم بوست أن “عباس اختار المصالحة مع الدول العربية على الوحدة مع حماس”، عباس يدرك أن تحسين علاقاته مع الدول العربية أهم من صنع السلام مع حماس
وصرح المسؤول للصحيفة بأن زيارة عباس للأردن ومصر في وقت سابق من هذا الأسبوع كانت جزءًا من جهوده لرأب الصدع مع الإمارات والبحرين
وعلق المسؤول قائلاً: “نأمل أن تساعدنا مصر والأردن في إصلاح علاقتنا مع الأشقاء في الإمارات العربية المتحدة والبحرين”
التقى عباس ، في أول رحلة له إلى الخارج منذ تفشي فيروس كورونا في وقت سابق من هذا العام ، بالعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي
وقال مسؤولون فلسطينيون إن عباس سعى للحصول على دعم الزعيمين العرب لمبادرته لعقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط بعد وقت قصير من دخول الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن البيت الأبيض
وكشف مسؤولون أن عباس يفكر أيضا في زيارة دول الخليج للإعتذار عن “إهانة” حكامها ومواطنيها في أعقاب اتفاقات السلام مع إسرائيل
