خاضت روسيا معارك ضارية يوم السبت ضد آلاف القوات الأوكرانية على عمق 20 كيلومترًا (12 ميلًا) داخل منطقة كورسك بعد أكبر هجوم لأوكرانيا على الأراضي السيادية الروسية منذ بدء الحرب في عام 2022
اخترقت القوات الأوكرانية الحدود الروسية في وقت مبكر من يوم الثلاثاء واجتاحت بعض الأجزاء الغربية من منطقة كورسك الروسية، وهو هجوم مفاجئ قد يكون يهدف إلى اكتساب نفوذ في محادثات وقف إطلاق النار المحتملة بعد الانتخابات الأمريكية
وبدعم من أسراب الطائرات بدون طيار ونيران المدفعية الثقيلة، تحركت الوحدات الأوكرانية بسرعة لانتزاع جزء من الأراضي الروسية الغربية بجانب الحدود بينما اخترقت وحدات التخريب عمق روسيا، وفقًا لمدوني الحرب الروس
وقالت وزارة الدفاع الروسية يوم السبت: “تواصل القوات المسلحة صد محاولة الغزو من قبل القوات المسلحة الأوكرانية”، مضيفة أن المعارك العنيفة تركزت حول مالايا لوكنيا وأولجوفكا وإيفاشكوفسكوي، وهي مستوطنات على بعد حوالي 10-20 كيلومترًا داخل روسيا
وفي إشارة إلى خطورة الموقف، فرضت روسيا نظاماً أمنياً شاملاً في ثلاث مناطق حدودية يوم السبت، بينما قالت بيلاروسيا إنها صدت ما تعتقد أنه هجوم كبير بطائرات بدون طيار من أوكرانيا
وصف الرئيس فلاديمير بوتن الهجوم الأوكراني بأنه استفزاز كبير، ورغم أن الجنرال الروسي الأعلى فاليري جيراسيموف قال يوم الأربعاء إن التوغل الأوكراني توقف، إلا أن روسيا فشلت حتى الآن في دفع القوات الأوكرانية إلى الوراء عبر الحدود
وقال مدونون عسكريون روس يوم السبت إن الوضع استقر بعد أن سارعت روسيا بإرسال قوات لوقف التقدم المفاجئ، رغم أنهم قالوا إن أوكرانيا كانت تحشد قواتها بسرعة
دفع الهجوم الأوكراني بعض الناس في موسكو إلى التساؤل عن سبب تمكن أوكرانيا من اختراق منطقة كورسك بسهولة بعد أكثر من عامين من أشد حرب برية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية
وقال يوري بودولياكا، وهو مدون عسكري شهير من أصل أوكراني ومؤيد لروسيا: “تجري عملية عسكرية واسعة النطاق ضد عدو خطير للغاية ليس أحمقًا بالتأكيد”. وقال إن الطيران الروسي أنقذ الموقف بقصف العشرات من الوحدات الأوكرانية الغازية، لكنه قال أيضا إنه يجب قول الحقيقة بشأن خطورة الموقف
الدعم الأمريكي
تأتي المعارك حول سودجا في منعطف حاسم في الحرب: كييف قلقة من أن الدعم الأمريكي قد يضعف إذا فاز الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر
قال ترامب إنه سينهي الحرب، وكل من روسيا وأوكرانيا حريصان على اكتساب أقوى موقف تفاوضي ممكن في ساحة المعركة
تريد أوكرانيا تثبيت القوات الروسية، التي تسيطر على 18 في المائة من أراضيها، بينما تُظهر للغرب أنها لا تزال قادرة على حشد عمليات عسكرية كبرى تضر بروسيا حتى لو كان من غير المرجح أن تغير جبهة كورسك نتيجة الحرب
لم تعلق أوكرانيا بشكل مباشر على الهجوم ولكن مقطع فيديو نُشر على وسائل الإعلام الأوكرانية يُظهر جنودًا أوكرانيين يسيطرون على منشأة لقياس الغاز في بلدة سودجا الحدودية، حيث يتدفق الغاز الطبيعي الروسي إلى أوكرانيا للعبور إلى أوروبا
لم تتمكن رويترز من التحقق من الفيديو. وذكرت تقارير من مصادر روسية أن أوكرانيا تسيطر على بعض مناطق سودجا. وكان الغاز لا يزال يتدفق عبر خط الأنابيب يوم السبت
أمر ألكسندر بورتنيكوف، مدير جهاز الأمن الفيدرالي، بفرض نظام مكافحة الإرهاب على مناطق كورسك وبريانسك وبيلغورود – والتي تبلغ مساحتها الإجمالية حوالي 92000 كيلومتر مربع
تمنح هذه الإجراءات أجهزة الأمن سلطات واسعة النطاق لإغلاق المنطقة، بما في ذلك الضوابط على الاتصالات والقيود على مجموعة من الحريات المعتادة. وتم إجلاء الآلاف من المدنيين من منطقة كورسك
وذكرت بعض التقارير أن القوات الأوكرانية تتقدم نحو محطة كورسك للطاقة النووية، التي تزود جزءًا كبيرًا من الكهرباء في جنوب روسيا. وتضم المحطة ستة مفاعلات، اثنان منها مغلقان، واثنان قيد الإنشاء واثنان قيد التشغيل
وقال القائم بأعمال حاكم منطقة كورسك، أليكسي سميرنوف، إن حطام طائرة بدون طيار سقط على محطة فرعية للطاقة بالقرب من كورشاتوف، المدينة التي تخدم محطة كورسك النووية، والتي قالت إنها كانت تعمل بشكل طبيعي يوم السبت
وأشار رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة إلى “النشاط العسكري الكبير” في المنطقة ودعا إلى ضبط النفس
وقال دبلوماسيون روس في فيينا للوكالة الدولية للطاقة الذرية إنه تم العثور على شظايا، ربما من صواريخ أسقطت، على الرغم من عدم وجود دليل على وقوع هجوم على المحطة
